على طاولة الطعام وبلا مخدر.. طبيب من غزة يروي للجزيرة مباشر تفاصيل بتر ساق ابنة أخيه (فيديو)

روى اختصاصي جراحة العظام هاني بسيسو، الذي أجرى عملية بتر ساق لابنة أخيه بلا مخدر على طاولة المطبخ، للجزيرة مباشر، تفاصيل القرار والعملية الصعبة واضطراره إلى القيام بالجراحة في هذه الظروف.

وقال بسيسو إن ابنة شقيقه عهد (16 عامًا) كانت تحاول أن تتصل بوالدها المسافر منذ سنوات، لذلك تحتاج للصعود إلى أعلى طابق في المنزل لمحاولة الوصول إلى إرسال للهاتف، وفجأة سمعوا صوت القصف، واعتقدوا أن عهد استشهدت، لافتًا إلى أنها كانت بالفعل قد بدأت بالدخول في غيبوبة جراء الإصابة.

وأكد الطبيب الفلسطيني أن القرار كان صعبًا “إما أن أترك عهد تستشهد، أو آخذ القرار الصعب وأقوم بعملية البتر، ولم تكن عندي مستلزمات العملية، كل ما كان عندي بعض الشاش، واحتجت لتنظيف القدم واستخدمت أدوات المطبخ، وكانت عهد تنظر إليَّ تطلب مني عدم قطع رجلها”.

وأضاف “مكثت بجانب عهد لمدة 5 أيام في ظل الحصار من قِبل الدبابات، وفي اليوم الخامس قلت إن عهد لن تتحمل ذلك، لأنه يوجد نزيف والتهابات، وقررت ارتداء ملابسي كطبيب وآخذ عهد وأخرج من المنزل ذاهبًا للمستشفى، وإذا واجهني جنود الاحتلال سأقول لهم: يا تعالجونا يا تقتلونا، لكن الحمد لله في اليوم الخامس تحركت الدبابات ووصلت أنا لمستشفى الشفاء”.

وكشف بسيسو أنه فوجئ بعدم وجود غرفة عمليات واحدة تعمل في مستشفى الشفاء، لذلك اضطر لنقلها إلى جمعية “أصدقاء المريض” وهناك أُجريت لها الإسعافات الأولية، ولا تزال عهد محتجزة فيها إلى الآن.

وذكر بسيسو “بنسبة 99% كنت أعتقد أن عهد ستستشهد، لا يوجد بني آدم عادي ممكن يتحمل ألم بتر القدم دون تخدير، إلا أيام الصحابة أو إذا ربنا أنزل السكينة عليه، الغريب في الموضوع ليس ما فعلته كطبيب، الغريب أن عهد تحملت عملية البتر بدون تخدير”.

وفي تسجيل سابق لعهد، لقناة الجزيرة، أوضحت أن العملية كانت في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقالت إن عمها استخدم “الليفة” التي يستخدمونها لجلي الصحون في تنظيف الشظايا من قدمها.

وتعيش مدينة غزة وشمال القطاع حصارًا مشددًا منذ بداية التوغل العسكري الإسرائيلي البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وخرجت جميع المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة، وأُخليت قسرًا الرئيسية منها كمجمع الشفاء ومستشفى القدس والمعمداني، قبل أن يعود الشفاء إلى العمل تدريجيًّا.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة، خلّفت حتى السبت 24 ألفًا و927 شهيدًا، و62 ألفًا و388 مصابًا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع، حسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان