هآرتس تدعو للتحقيق في قتل الجيش الإسرائيلي 3 أسرى بغاز سام داخل أحد أنفاق غزة

دعت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إلى فتح تحقيق مستقل حول مقتل 3 محتجزين إسرائيليين بغاز سام، ألقاه جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل أحد الأنفاق في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: في 14 ديسمبر/كانون الأول، انتشل الجيش الإسرائيلي من نفق في جباليا (شمال غزة) جثث 3 إسرائيليين اختطفوا إلى قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهم الجنديان رون شيرمان، وإيليا توليدانو، وشخص مدني.
وأضافت: بعد حوالي شهر، سلّم الجيش إلى عائلاتهم التقرير الطبي وتقريرا عن كيفية العثور على الجثث، وتثير هذه الأمور أسئلة صعبة ومثيرة للقلق وتتطلب توضيحات أمام الرأي العام.
وأشارت إلى أن هذه الأسئلة أثيرت بكل خطورتها من قبل الدكتورة معيان شيرمان، والدة رون، وهي طبيبة بيطرية.
وفي منشور لشيرمان على فيسبوك، اتهمت الجيش الإسرائيلي بقتل ابنها عندما ضخ الغاز السام إلى النفق، الذي كان الرهائن محتجزين فيه.
وكتبت شيرمان عن ابنها: رون قُتل بالفعل، ليس من قبل حماس، ولا برصاص طائش وليس في تبادل لإطلاق النار. كان هذا قتلا عمدا، بقصف بالغاز السام.
وتابعت: وجدوا أن رون كان مصابا بتهشيم عدة أصابع، وذلك على ما يبدو بسبب محاولاته اليائسة للهروب من القبر المسموم.
وأضافت أن ابنها اختطف “بسبب الإهمال الإجرامي من جانب جميع كبار الشخصيات في الجيش وهذه الحكومة الفاسدة، التي أعطت الأمر بقتله لتصفية الحسابات مع (إرهابي)”، وفق تعبيرها.
الجيش يرد
وبحسب صحيفة هآرتس، فإن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري رد بشكل مراوغ، بأنه من غير الممكن تحديد مَن قتل الرهائن الثلاثة.
وأضاف: في هذه المرحلة، لا يمكننا أن ننكر أو نؤكد أنهم قتلوا بسبب الاختناق أو الخنق أو التسمم أو آثار هجوم الجيش الإسرائيلي أو عمل حماس.
وعلّقت الصحيفة: يبدو أن هذا الرد المراوغ كان يهدف إلى إسكات النقاش وإثارة الشكوك حول ادعاءات العائلة، دون إنكارها مباشرة أو الدخول في شجار مع الأهل الثكالى.
واستدركت: يجب ألا نقبل بهذه المراوغة، ما كتبته شيرمان عقب الإحاطة التفصيلية التي قدمها لها ممثلو الجيش لا يمكن أن يبقى دون إجابة.
وتساءلت الصحيفة: هل استخدم الجيش الإسرائيلي الغاز السام في غزة لقتل الناس في الأنفاق؟ وإذا استخدم مثل هذا التكتيك، فهل هذا قانوني بموجب قوانين الحرب التي تلتزم بها إسرائيل؟ وإذا استُخدم، فمن الذي أعطى الموافقة على استخدامه؟
وتابعت: إضافة إلى ذلك، هل يتم أخذ حياة الرهائن في الاعتبار على الإطلاق عند اتخاذ القرارات بشأن الأنفاق، أم أن الاعتبار الوحيد هو الحاجة العملياتية لضرب نشطاء حماس؟
وشدّدت هآرتس قائلةً: يجب التحقيق في كل هذه الأسئلة من قبل هيئة خارجية (خارج الجيش الإسرائيلي) تتلقى كل المعلومات اللازمة من الجيش والحكومة وتقدم استنتاجاتها إلى الجمهور. لا يمكننا الانتظار حتى انتهاء الحرب لإجراء هذا التحقيق الحيوي.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربًا مدمّرة على غزة خلّفت 25295 شهيدا و63 ألف شهيد، 70% منهم أطفال نساء، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع.