ارتفاع حدة الضغوط على نتنياهو بسبب ارتفاع حصيلة قتلى الجيش في غزة

يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أزمة متصاعدة بعد تسجيل أكبر عدد من القتلى في يوم واحد في صفوف القوات الإسرائيلية التي تقاتل في غزة، إضافة إلى تنامي الاحتجاجات لفشله في إعادة الرهائن.
وتخضع الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها الحكومة في قطاع غزة للتدقيق بعد مقتل 24 جنديا، أول أمس الاثنين، في أكبر خسارة في يوم واحد منذ بدء الهجوم البري في غزة.
وقال إيمانويل نافون، المحاضر في جامعة تل أبيب، لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس الثلاثاء، إن خسائر الجيش الاسرائيلي “تؤثر على الجميع، لأن كل شخص تقريبا لديه ابن أو أخ أو قريب” يقاتل في غزة، مضيفا “من المؤكد أن هذا سيزيد من التساؤلات حول ما هي استراتيجية الحكومة؟ هل سنستمر حقا في المضي قدما حتى نقضي على حماس؟”.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:
📌 نعزي أسر عائلات الجنود الـ24 الذين قـ ـتـلوا في غزة أمس
📌 حادث مـقتل الجنود حدث في منطقة قـ ـتال بعد أن أطلق مخربون قذيفة مضادة للدبابات#الجزيرة_مباشر | #غزة pic.twitter.com/xYTnxuJyKB— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 23, 2024
في الوقت نفسه، ظهرت انقسامات في مجلس وزراء الحرب في أعقاب الاحتجاجات في تل أبيب. وقالت جوليا إيلاد سترينغر، المحاضرة في جامعة بار إيلان بالقرب من تل أبيب، إن “الأجواء في حكومة الحرب سيئة للغاية”.
في حين رأى خبراء أن تعهد نتنياهو بالقضاء على حركة حماس، ردا على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أصبح يُنظر إليه بشكل متزايد داخل الحكومة على أنه يتعارض مع هدف إعادة الأسرى المحتجزين في غزة.
استمرار الحرب عاما كاملا
وقال الخبراء إن عضوين في حكومة الحرب المكونة من 5 أشخاص، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، رفضا موقف نتنياهو القائم على أن الضغط العسكري على “حماس” وحده سيسمح بعودة الأسرى.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس رؤوفين حزان “وفقا لنتنياهو، لا يمكن أن يكون هناك نصر مع وجود حماس، أما بالنسبة لغانتس وآيزنكوت، فلا يمكن أن يكون هناك نصر إذا فقدنا الرهائن”.
وأضاف “بالنسبة لنتنياهو، إذا استمرت الحرب إلى ما بعد عام 2024 فهذا أفضل له سياسيا، لأنه يُبعد عن أذهاننا موعد السابع من أكتوبر، ويمنحه فرصة لإعادة بناء شعبيته”.
"يوم قاس على إسرائيل".. خبير عسكري يحلل #عملية_المغازي في #غزة#الجزيرة_مباشر #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/a96yFIdMAC
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 23, 2024
وأجرى آيزنكوت، الذي قُتل ابنه أثناء المعارك في غزة، مقابلة الأسبوع الماضي نأى بنفسه خلالها عن موقف نتنياهو، وقال للقناة 12 الإسرائيلية “من المستحيل إعادة الرهائن أحياء في المستقبل القريب من دون اتفاق”.
ورفض نتنياهو اقتراحات بضرورة عقد حكومته جولة أخرى من المحادثات مع حماس للتوصل إلى اتفاق مماثل لذلك الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني، وأدى إلى إطلاق سراح 80 أسيرا وأسيرة إسرائيلية.
وأصر نتنياهو على رفضه الدخول في محادثات مع حماس، الأحد الماضي، قائلا “الشروط التي طالبت بها حماس تُظهر حقيقة بسيطة، هي أنه لا يوجد بديل عن النصر”.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الثلاثاء 25 ألفًا و490 شهيدًا و63 ألفًا و354 مصابًا معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب الأمم المتحدة.