“لو تيجي هبّة ريح هتاخد الخيمة وتروح”.. فلسطينية تصف معاناتها مع النزوح (فيديو)

رصدت الجزيرة مباشر الأوضاع الإنسانية للنازحين في حي الشعوت برفح جنوبي قطاع غزة مع البرد القارس وسقوط الأمطار.

وقالت إحدى النازحات وهي تحمل رضيعها من داخل خيمتها المتهالكة وحولها أطفالها الصغار “أولادي سقعانين ما في فرش، ابنتي عمرها سنة و7 أشهر لا تستطيع الوقوف أو الحركة بسبب قلة الغذاء، والغلاء حبتين البندورة بـ2 شيكل، والخضرة غالية نار، والطبخة بتتكلف 45 شيكل، قاعدة أدبّر حالي، وانقطع الاتصال بوالدهم في غزة”.

وتقول عن ابنها الرضيع وهي تحمله “هذا رضيع حاولنا الحصول على علبة حليب اليوم ولم نستطع، بده وإخواته ملابس، وُلد قبل الحرب بشهر، منذ 4 شهور ونحن هنا”.

وعن الأوضاع التي تعيشها نتيجة النزوح، قالت “وين كنا؟ وكيف صرنا؟ في عذاب عايشين، داري كانت 4 غرف وحمامين وصالون كبير قصفوها، شوف وين سكنا في خيمة في الشارع، عيشتنا رمل في رمل، حسبي الله ونعم الوكيل”.

“تعبنا كتير”

وفي خيمة أخرى، تقول طفلة نازحة وهي تبكي للجزيرة مباشر “كم من الأيام مفيش أكل، عايشين على الرمل نعرفش ننام، اليهود طخونا، موّتوا الأب، إحنا أطفال ساعدونا، بدنا حرامات نتغطى فرشات، تعبنا كتير”.

وأضافت “لما اتقصف المسجد كنا هنا معرفناش وين نروح، وجدنا فتحة طلعنا منها”.

وعن رحلة النزوح قالت” نزحنا من بيت حانون إلى غزة ومنها إلى النصيرات، وآخر حاجة جينا هنا علشان اليهود ما يطوخناش”.

وعن أمنياتها قالت” مشتاقة للصف والمعلمات وأهلنا، أهلنا ماتوا واحنا مش داريين، مش عارفة مين من أهلى عايش مفيش اتصال”.

ومن داخل خيمة من النايلون، تقول أم فلسطينية نازحة “احنا مضغوطين من الحياة اللي احنا فيها واحنا مشرّدين ما نعرفش مصيرنا، الأمم المتحدة بتحكي عن حقوق الإنسان ومفيش منه، تيجي تشوف الواقع والإبادة الجماعية اللي بتحصل، أهالينا ما نعرف هم وين مش عارفين مين طيب عايش ومين مات”.

وعن الأوضاع التي يعيشونها بسبب النزوح، قالت “لو تيجي هبّة ريح هتاخد الخيمة وتروح، عايشين في نايلون مبيسترش إشي والدنيا برد، يكفي التربة نايمين عليها وهي كلها ديدان وما تصلح للعيش، أنا وبناتي 7 بنات وزوجي عايشين في خيمة وما في قوت يوم، وما في حد بيساعدنا”.

وتضيف وهي تشير إلى طفلتها المريضة “طفلة مريضة طول الوقت خوف ورعب، لا أكل ولا شرب، كيف تكون الحياة؟”

“الحياة كلها تعبانة”

وفي أحد جوانب الخيمة، تجلس امرأة مسنة تقول وهي تبكي “الحياة كلها تعبانة نفسيا جسديا ماديا روحيا، جئنا من بيت حانون، القصف كان فوق رؤوسنا، دمرونا اليهود الله يدمرهم”.

وأغرقت الأمطار الغزيرة آلاف الخيام ومراكز الإيواء في شمالي غزة وجنوبها مع انخفاض شديد في درجات الحرارة.

واجتاحت المياه مراكز الإيواء المختلفة، مما تسبب في مأساة حقيقية للنازحين، وأسفر عن أضرار مادية في الممتلكات والأغطية.

يأتي ذلك في حين يعاني النازحون نقصا في الأغطية والملابس الثقيلة ووسائل التدفئة التي يحتاجون إليها في مواجهة الأجواء الشتوية وظروف الطقس الصعبة.

ويعاني النازحون أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية مع نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، وسط تخوف من انتشار الأمراض والأوبئة في أوساطهم.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 26083 شهيدا و64487 مصابا 70% منهم أطفال ونساء، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان