حكاية الطفلين أمير وآسر.. هكذا غيّرت “حرب غزة” حياتهما وهذه أمنيتهما الوحيدة (شاهد)

لم يعد وراء كل منهم قصة واحدة

أمير وآسر.. طفلان يعيشان حياة صعبة رفقة أمّهما بعدما استشهد والدهما أمامهما داخل إحدى مدارس النزوح التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بمخيم جباليا شمالي مدينة غزة.

المدرسة التي كانت يومًا تعلّم الصغار وتستقبلهم برسوم مبهجة تغطي جميع الجدران، أصبحت تؤوي الآن آلاف النازحين وتحمل معهم قصص ألم وحكايات تدمي القلوب.

ولم يعد وراء كل منهم قصة واحدة بل واقع أسوأ بكثير مما كانوا يرونه ويسمعون عنه في الأفلام والروايات من الحياة في زمن الحروب، كما حدث مع أمير وآسر اللذين لم يصدّقا حتى اللحظة أن أباهما قد غاب عن الدنيا إلى الأبد ودُفنت معه ساق أحدهما.

تحكي والدتهما “أم عادل” كيف غيّرت الحرب حياة الأسرة، فقد كانوا يتناولون وجبة الإفطار داخل مركز الإيواء حين باغتهم صاروخ فغطّت نيرانه وشظاياه المكان، أصيب زوجها وحاولت إسعافه ونقله إلى عدة مستشفيات، لكنها لم تجد طواقم طبية ولا مسعفين فظل ينزف حتى الموت.

 

الوالد وساق ابنه في كفن واحد

لم تكن هذه هي الخسارة الوحيدة، إذ بُترت ساق ابنها “أمير” الذي حاوت إسعافه بصعوبة وأُجريت له عملية استفاق منها وهو يسأل طوال الوقت عن والده وطَرفه الذي فقده، كما أصابت الشظايا طفلها الأكبر “آسر” في يده ورجليه وخضع كذلك لعملية وما زال يعاني آلام الإصابة، وكلاهما بحاجة إلى متابعة العلاج، هذا إضافة إلى حالتهم النفسية “المدمرة”.

ومع إلحاح أمير، صارحته الأم باستشهاد والده، وكشفت له الكفن الذي احتضن ساقه المبتورة أيضًا، ودُفن الأب في مقبرة قريبة من المستشفى المعمداني لكنها حين ذهبت لتزوره صُدمت بأنه لا قبور فقد جرفتها آليات الاحتلال وصارت بلا أي ملامح أو أثر.

الأمنية الوحيدة التي أجمع عليها الطفلان هي “إن أبوي يرجع وإن أمير يمشي”. أمير يحب لعب الكرة والسباحة وهو الآن يمضي حياته بين عكازين وكرسي متحرك محاولًا التكيف مع حالته آملًا أن يأتي يوم يعالَج فيه وأن يعود إلى حياته الطبيعية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان