3 أسيرات من غزة أفرج الاحتلال عنهن يكشفن للجزيرة مباشر تفاصيل مروعة (فيديو)
حكت الأسيرات رحلتهن القاسية إلى سجن الدامون وأهوال ما حدث
التقت الجزيرة مباشر 3 أسيرات فلسطينيات في غزة من بين 19 أفرج عنهن جيش الاحتلال فجر اليوم الاثنين بعد اعتقال مهين خلال الحرب الجارية على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأظهرت لقطات خاصة بالجزيرة مباشر، معظم الأسيرات المفرج عنهن قرب معبر رفح الحدودي مع مصر، وهن يرتدين إسدال الصلاة فوق ثياب السجن، وقليلات منهن ارتدين ثيابًا حصلن عليها من زميلاتهن -أسيرات الضفة والداخل المحتل- في سجن الدامون.
حصار واقتحام
تحكي نعمة حمودة -وهي من “الزيتون” أكبر أحياء مدينة غزة- كيف تم اعتقالها من بين إخوتها وعائلتها يوم الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول بعد أن حاصرهم الجيش مدة 4 أيام حرموا خلالها من إخال أي طعام أو ماء رغم وجود عدد كبير من الأطفال، واضطرهم ذلك إلى أن لا يشرب الفرد منهم سوى 3 رشفات من الماء، أما الصغار فكانوا يصرخون جوعًا.
وفي اليوم الخامس فجّر الجيش أبواب المنزل عندما كانت نعمة وعائلتها محتمين وراء حائط في الممر، وأول ما فعلوه أن أطلقوا النار على جدّها (77 عامًا) المقعد المريض، وهو نائم فاستُشهد في الحال.
تقول “صرت أصرخ عليهم، هون فيه أطفال، فصار يحكي لي تعالي جيت أطلع طخ عليّ نار وارتميت على الأرض وصرت أصرّخ بصوت عالي، سلّمت حالي، خذوني كرهينة، صاروا يحققوا معي: مَن في البيت؟ كم نفر؟ وهددوني بالقتل إذا المعلومات خطأ”.
وتكمل “حجزونا في بيت لمدة يوم كامل زي المخطوفين، مربطّينا على الكراسي، ومغميين عنينا، والجيش كان يضرب في الزلام (الرجال) وإذا احتجنا نفوت على الحمّام احنا النساء يطلعونا في العراء”.
بنات وسط رجال عرايا
واستطرت “ثاني يوم طلعونا في شاحنة أنا وبنتين مع زلام كلهم عاريين ومربّطين وكلهم مرميين فوق بعض، وطول ما الشاحنة ماشية بيخبطوا فينا، وجاء جندي ضربني وصار يكب عليّ مياه باردة”.
وتضيف “وصلنا عند الجيش عالمعتقل، تفتيش عاري ولبسونا ثياب سجن فقط كانت خفيفة جدًا ليس تحتها أي شيء يقي من البرد، رمونا في مكان زي حوش مفتوح لا يليق بالحياة أبدًا، أيدينا مربطين ومش لابسين منيح، بردانين، والجنود قدامنا عامين حفلات وبيرقصوا وبيغنوا وبتمسخروا علينا وبيسبّونا ويهنوننا بشتائم سيئة كثير، الحمّام جدًّا سيئ عبارة عن كرفان بلاستيك”.
الرحلة إلى الدامون
تقول “فضلنا هناك 6 أيام في حالة نفسية سيئة وبردانين وتعبانين كثير بعدها وهما بينقلونا على سجن الدامون في حيفا كانوا بيضربوا فينا ويجرّونا واحنا مخفضين راسنا، يعني وأنا في الباص جينا جندي وصار يخبط فيّ بالسلاح على راسي، فضلت شهر كامل ما بعرف أنام على راسي بحس أنه بيختل توازني، وعيطت لهم: عالجوني أنا مبنمش بيغمى عليّ، لكن ما حد سأل”.
وتكمل “الأكل والشرب جدًّا سيئ وإذا حد مرض بيسيبوه ينازع في الزنزانة، وتصير تصرخ وفي الآخر يرموا لك حبة مسكنات، كأنك حيوان أو شخص بلا أي قيمة. قضينا هناك 45 يومًا، بنات الضفة والداخل كانوا بيراعونا، وهذا اللبس اللي عليّ الآن منهم”.
نزع الحجاب
وتابعت “فيه بنات شلّحوهم حجاباتهم ومنتفين شعرهم وضاربينهم. بعدها نقلونا إلى معتقل للجيش في بئر السبع، رمونا ثاني في حوش مفتوح كانوا بيصحونا من 5 الفجر لحد 10 بالليل ممنوع ننام ولا حتى نريح ظهورنا لازم نظل قاعدين على ركبنا، الأكل 4 توستات باليوم وعليه جبنة صغيرة”.
وختمت “المفروض إننا خرجنا من الدامون إفراج، لكن فضلوا يقولوا لنا: اليوم لأ بكرة وهكذا، ونحكيلهم تعبانين ومش قادرين، لحد اليوم الفجر طلعونا، ربطونا وقعدونا في باص وجابونا هون على معبر رفح”.
“سرقوا أموالي”
أما جدّتها يسرا أبو الخير (68 سنة) فقالت إنها مريضة بالقلب وتعاني آلامًا شديدة في المفصل الأيسر، لكنها لم تسلم رغم ذلك من أذى الجنود لا وقت الاعتقال ولا داخل السجن، فكانت محل سخرية منهم وتعرضـت للضرب والسب والإهانة منذ اللحظة التي فجّروا فيها باب المنزل في حين كان يحتمي 18 فردًا في الممر الضيق.
تقول “ربطونا في أحد البيوت من قبل العصر لثاني اليوم الفجر، وصلت هناك المعتقل ومعي شنطتي فيها فلوس تعادل 3 آلاف دولار أخدتها اليوم فاضية ما فيها شيء، اتعذبت كثير ما رأفوا بحالتي أهانوني، قعدنا 6 أيام واحنا إدينا مكتفين حتى في الحمّام وعند تناول الطعام، لما رحنا الدامون بنات الضفة كانوا بيساعدونا ويأكلونا جزاهم الله كل خير”.
“رمونا عند المعبر”
أما هديل يوسف عيسى الدحدوح، فتقول “اعتقلوني من البيت يوم 6 ديسمبر مع زوجي وسلفي وعمّي و2 آخرين من حارتنا، حققوا معنا: وين كنتم في 7 أكتوبر؟ هل ليكم علاقة بحماس؟ لو تعرفوا فين أنفاق أو أسرى؟ قلنا احنا مواطنين عاديين”.
وتابعت “اتعذبت أخدوني مع الرجال في بيت كنت لحالي امرأة وكلهم شباب، كلهم كانوا بيتعذبوا، إيدي مربطين وعينيّ مشديين عليها الرباط، كانوا يغلطوا عليّ ويكلموني كأني أنا حماس، عملوا تفتيش عاري في المعتقل، وأخدوا أمانتنا الذهب والمصاري ما رجعوا شيء، والجنود ضربونا، واليوم نزلونا عند المعبر، صرنا نجري مسافة طويلة لحد ما وصلنا”.