أبرز ردود الفعل الفلسطينية والدولية بعد اغتيال صالح العاروري في لبنان

صالح العاروري
صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" (رويترز)

توالت ردود الفعل المحلية والدولية بعد إعلان اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، رفقة آخرين من قيادات المقاومة، في هجوم بطائرة مسيَّرة على مبنى في الضاحية الجنوبية في بيروت مساء الثلاثاء.

وبينما أدان لبنان ومنظمات وحركات عربية اغتيال العاروري وحذرت من توسع رقعة الصراع، توعدت حركات المقاومة بالانتقام لاغتياله.

“تداعيات خطيرة”

حذر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية من تداعيات اغتيال العاروري، معتبرا أن العملية “جريمة تحمل هوية مرتكبيها”، كما حذر من “المخاطر والتداعيات التي قد تترتب على تلك الجريمة”.

وأضاف “أتقدم من الشعب الفلسطيني، ومن حركة حماس، ومن عائلة الشهيد (العاروري)، بأحر العزاء، وصادق مشاعر المواساة، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته”.

بدوره، قال المتحدث باسم حركة “فتح” حسين حمايل، إن اغتيال العاروري لن يثني الشعب الفلسطيني عن إكمال مسيرته النضالية، وأضاف أن “عملية الاغتيال دليل على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي دولة إجرام، وتعمل على تصعيد الصراع على كافة الجبهات”.

وأضاف “لولا الصمت الدولي المريب والتفكك في الكثير من المؤسسات الدولية لما واصل الاحتلال هذه الجرائم”.

ونعت حركة الجهاد الإسلامي العاروري، وقال نائب الأمين العام للحركة محمد الهندي “نؤكد أن الشيخ صالح العاروري يتحول بفضل هذه الصواريخ الجبانة من قائد في حماس إلى رمز كبير لشعبنا وأمتنا. ‏واهم العدو إن اعتقد لحظة أنه باغتيال قادة المقاومة يمكن أن يضعفنا”.

عجز ميداني

ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد العاروري، وقالت في بيان “إن استهداف العاروري وإخوانه يأتي في سياق المحاولات الصهيونية المحمومة، لتحقيق أي إنجاز ميداني تقدمه حكومة الاحتلال لجمهورها، بعد أن عجزت عن مواجهة المقاومة في الميدان، وفي تحقيق أي من أهداف العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ ما يقارب 3 أشهر، رغم المجازر الدموية وحملات الإبادة”.

وأضافت “شعبنا الفلسطيني وكل قوى المقاومة وشرفاء أمتنا وأحرار العالم يودعون اليوم قائدا استثنائيا عرفناه مقداما، جريئا، وحدويا، داعيا إلى رص الصفوف ووحدة الموقف دفاعا عن شعبنا وقضيته العادلة”.

مظاهرات وإضراب

وشهدت مناطق عدة بالضفة الغربية مظاهرات إثر اغتيال العاروري، في حين أعلنت قوى وفصائل فلسطينية الإضراب الشامل اليوم الأربعاء.

وانطلقت مسيرة وسط مدينة رام الله، وأخرى في بلدة عارورة شمال غرب المدينة، مسقط رأس القيادي في حركة حماس، إضافة إلى مسيرة في مخيم العرّوب شمالي الخليل (جنوب).

لبنان

قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، مساء الثلاثاء، في بيان “هذا الانفجار جريمة إسرائيلية جديدة تهدف إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب، والتي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى”.

وأضاف “لبنان ملتزم بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701، ولكن الذي يُسأل عن خرقه وتجاوزه هي إسرائيل التي لم تشبع بعد قتلا وتدميرا، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها”.

وأدانت الجماعة الإسلامية في لبنان اغتيال العاروري، وقالت في بيان “ندين ونشجب هذه الجريمة النكراء والعدوان المتواصل، ونعتبر أنها محاولة إسرائيلية فاشلة للتعويض عن هزيمة قوات الاحتلال أمام المقاومة الفلسطينية البطلة في غزة”.

وتوعدت الجماعة إسرائيل، وقالت “نؤكد أن هذه الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب، وسيدفع المحتل الإسرائيلي ثمنها عاجلا أم آجلا”.

إيران

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان الثلاثاء، إن عملية الاغتيال تُعَد دليلا آخر على قيام إسرائيل على أسس الإرهاب والجريمة.

وأعرب عن إدانة طهران الشديدة للهجوم، داعيا إسرائيل وحلفاءها إلى تحمُّل تبعياته، كما دعا “المنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن للتحرك في مواجهة العمليات الإرهابية الإسرائيلية”.

الحوثي

بدوره، قال المتحدث باسم جماعة الحوثي اليمينية، محمد عبد السلام، في منشور بمنصة إكس “نعزي حركة المقاومة الإسلامية حماس باستشهاد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ المجاهد صالح العاروري”.

وأضاف “ندين بشدة جريمة الاغتيال التي تشكل عدوانا غادرا على لبنان”، مؤكدا “وقوف جماعة الحوثي إلى جانب المقاومة في فلسطين ولبنان”.

إسرائيل

ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية رسميا مسؤوليتها عن الاغتيال، وتهرّب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري من الإجابة في مؤتمر صحفي حول الواقعة، في حين وجَّه مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الوزراء بعدم التصريح لوسائل الإعلام حول اغتيال العاروري.

لكن بالرغم من ذلك، هنأ عضو الكنيست عن حزب الليكود داني دانون الأمن الإسرائيلي على اغتياله للعاروري، فيما بدا أنه أول اعتراف رسمي إسرائيلي بالمسؤولية عن العملية.

وكتب دانون في تغريدة عبر منصة إكس “أهنئ الجيش الإسرائيلي والشاباك (الأمن العام) والموساد (الاستخبارات) وقوات الأمن على قتل المسؤول الكبير في حماس صلاح العاروري في بيروت”، وأضاف “وليعلم كل من شارك في مجزرة 7 أكتوبر أننا سنتواصل معهم ونغلق الحساب معهم”.

ويُعَد العاروري من مؤسسي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، إذ بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.

وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن 6 من قادة حركة حماس “في مرمى النيران الإسرائيلية” بينهم العاروري، متهمة إياه بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر.

ووُلد العاروري بتاريخ 19 أغسطس/آب 1966 في رام الله، وأسهم في تأسيس كتائب عز الدين القسام، وتم ترحيله بعدما سُجن 15 عامًا في السجون الإسرائيلية، انتقل على إثرها للعيش في لبنان.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان