اغتيال العاروري.. إضراب شامل ومظاهرات بالضفة وتأهب إسرائيلي قرب لبنان وسط تخوفات من اتساع الحرب (فيديو)
كان العاروري نائبًا لرئيس المكتب السياسي لحماس، وأحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية

عمّ الإضراب الشامل والمظاهرات محافظات الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، تنديدًا باغتيال صالح العاروري القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وشلّ الإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية مناحي الحياة كافة، وأُغلقت الجامعات والبنوك والمحال التجارية، فيما خرجت مظاهرات حاشدة تنادي بالثأر.
يأتي ذلك في حين أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب والجاهزية المرتفعة على حدود لبنان بعد مقتل العاروري في ضربة قرب بيروت، حيث توعّد حزب الله اللبناني أنها لن تمرّ دون “عقاب”، وسط مخاوف من اتساع نطاق حرب غزة.
واستشهد العاروري (57 عامًا) مع ستة آخرين، بينهم قياديان في كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- بضربة جوية إسرائيلية استهدفت مكتبًا للحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الثلاثاء.
وكان العاروري نائبًا لرئيس المكتب السياسي لحماس، وأحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة التي ينحدر منها. واغتياله هو الأول الذي يطال قياديًّا في حماس خارج الأراضي الفلسطينية منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
بعد اغتـ.ـيال العاروري.. هل تتوقع إسرائيل هجومًا من الجبهة الشمالية؟#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/k5Kkja32by
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 2, 2024
حالة تأهب
ولم تعلّق إسرائيل مباشرة على العملية، لكن الناطق باسم جيشها دانيال هاغاري قال في مؤتمر صحفي مساء أمس إن قواته “في حالة تأهب، دفاعًا وهجومًا. نحن على أهبة الاستعداد لكل الاحتمالات والسيناريوهات”.
وأضاف “أهم أمر نقوله الليلة هو أننا نركز على محاربة حماس ونواصل التركيز على ذلك”، من دون أن يتطرق بشكل مباشر الى مقتل العاروري في لبنان.
من ناحيته، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس أن الحركة “لن تُهزم”، وأن هذه الاستهدافات “تزيدها قوة وصلابة وعزيمة لا تلين. هذا هو تاريخ المقاومة والحركة بعد اغتيال قادتها، أنها تكون أشد قوة وإصرارًا”.
وقبل وقت قصير من مقتل العاروري، قال هنية إن الحركة سلَّمت ردها على اقتراح وقف إطلاق النار المصري القطري. وأكد مجددًا أن شروط حماس تتضمن وقفًا كاملًا للهجوم الإسرائيلي مقابل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين، مؤكدًا “لن يطلَق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة، قلنا ونكرر: لن تمر مؤامرة التهجير”.
لقطات جديدة ترصد لحظة الانفجار الذي استهدف القيادي #صالح_العاروري#الجزيرة_مباشر | #بيروت pic.twitter.com/p1XpSL5ztW
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 2, 2024
تنديدات وتحذيرات
ووقع اغتيال العاروري في منطقة تُعَد معقلًا لحزب الله اللبناني، في وقت تشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان منذ اندلاع حرب غزة، تبادلًا يوميًّا للقصف بين الحزب وإسرائيل، ومخاوف وتهديدات من اتساعه إلى حرب شاملة.
وأمضى العاروري أعوامًا في سجون الاحتلال حتى الإفراج عنه في 2010، وتمّ إبعاده عن الأراضي الفلسطينية، واتهمته إسرائيل بالإشراف على هجمات حماس وتوجيهها في الضفة لسنوات، وكان يقيم منذ مدة في لبنان.
ونزل آلاف الفلسطينيين إلى شوارع الضفة ليل الثلاثاء للتنديد باغتيال العاروري، ورددوا هتافات مطالبة بالثأر، كما دان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية “الجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها” محذرًا من “المخاطر والتداعيات التي قد تترتب على تلك الجريمة”. وعَدَّها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي محاولة “لتوريط” لبنان في حرب غزة.
مظاهرات غاضبة تنديدًا باغتيال صالح العاروري عقب استشهاده في بيروت#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/uMRhTA7gIW
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 3, 2024
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل إلى “تجنب أي سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان”.
وكانت تل أبيب قد توعدت بـ”القضاء” على حماس بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها الحركة على مستوطنات غلاف غزة المحتلة ردًّا على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في القدس والأراضي المحتلة. وأسفر الهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسْر قرابة 250 -لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة- وشنت إسرائيل منذ ذلك الحين حربًا غير مسبوقة على القطاع خلّفت أكثر من 22 ألف شهيد -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 57 ألف مصاب.
وخلّف القصف الإسرائيلي دمارًا كاملًا في مناطق عدة بقطاع غزة الخاضع لحصار مطبق منذ التاسع من أكتوبر، وتحذّر وكالات أممية من مجاعة قريبة فيه. في حين يواصل الاحتلال تصعيد عملياته العسكرية في الضفة الغربية.
“لم أتوقع أن أبلغ هذا العمر أصلًا”
قضى 15 عامًا في سجون الاحتلال وكان في قوائم الاغتيال لسنوات عدة.. من هو الشـ.ـهيد #صالح_العاروري الذي استهدفته مسيّرة إسرائيلية في #بيروت؟ #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/ewlgJaZzYJ
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 2, 2024
هجمات جديدة للحوثيين
وفي البحر الأحمر، تواصلت العمليات التي ينفذها الحوثيون في اليمن ضد سفن تجارية يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو تتحرك منها أو إليها. وأعلن الجيش الأمريكي أن “المتمردين” أطلقوا مساء الثلاثاء صاروخين باليستيين باتجاه سفن شحن، مشيرًا إلى أنهما سقطا في الماء من دون أن يسفرا عن إصابات أو أضرار.
وهذا الهجوم هو الـ24 الذي يستهدف سفنًا تجارية في البحر الأحمر منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا للقيادة الأمريكية الوسطى. وأتى الهجوم الأخير عشية اجتماع يعقده مجلس الأمن الدولي في نيويورك، الأربعاء، لبحث ملف هجمات الحوثيين، وفقًا للخارجية الفرنسية.