بعد اغتيالها لفلسطينيين بمستشفى في جنين.. تعرّف على وحدة “المستعربين” الإسرائيلية
التقطت كاميرات المراقبة، فجر الثلاثاء، اقتحام مسلحين ملثمين لمستشفى ابن سينا بمدينة جنين، واغتيالهم ثلاثة فلسطينيين.
وظهر المسلحون ومن بينهم شخص بزي طبيب، وآخر في هيئة مسعف، وآخرون في هيئة نساء محجبات ورجال بملابس عربية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اغتال في عملية مشتركة بين جهاز الأمن العام (الشاباك) والوحدة الشرطية الخاصة (مستعربين) 3 فلسطينيين داخل مستشفى ابن سينا بجنين.
من هم المستعربون؟
في الشرطة والجيش الإسرائيليَّين توجد وحدة “المستعربين”، وهم أشخاص بملامح شرق أوسطية يجيدون اللغة العربية ويرتدون ملابس تقليدية فلسطينية. وعلى مدى سنوات، نفذت هذه الوحدة اغتيالات واعتقالات عديدة في صفوف الفلسطينيين.
وحسب الشرطة على موقعها الإلكتروني، فإن هذه الوحدة تتعاون بشكل وثيق مع جميع قوات الأمن، بما في ذلك الشاباك والجيش، ويتم تفعيلها في عمليات عديدة بينها حوادث الرهائن.
ويتكون طاقم الوحدة من جنود أنهوا الخدمة العسكرية الكاملة في الوحدات القتالية والخاصة، وينخرطون في الجيش لمدد طويلة أفرادًا دائمين، ويستمر عدد كبير منهم في الوحدة حتى سن 45 عامًا.
ومتطلبات عنصر الوحدة، وفقًا للموقع، هي القدرة على استخدام جميع أنواع الأسلحة ذات الصلة، واللياقة البدنية، ومهارات عالية للتعامل مع الآخرين، والقدرة على استيعاب البيانات في مدد قصيرة وتطبيقها في الميدان.
وحدة “دوفدوفان”
وإلى جانب الشرطة، توجد أيضًا “وحدة مستعربين” في الجيش الإسرائيلي تُعرف باسم “وحدة دوفدوفان” (217).
وهذه الوحدة، حسب الجيش على موقعه الإلكتروني، “أنشئت في يونيو/حزيران 1986، على أساس ضرورة تطوير أسلوب حرب محدد للتعامل مع مختلف الأحداث الأمنية في منطقة الضفة الغربية، وخاصة في المناطق المدنية المكتظة بالسكان”.
و”تختص وحدة النخبة هذه بالقتال في مختلف المناطق، وتعمل على منع الأنشطة المعادية، وتعمل بشكل علني وسرّي بين السكان العرب المحليين”، وفقًا للجيش.
اغتيال واعتقال
وبدأ الفلسطينيون بتداول اسم “المستعربين” في الانتفاضة الفلسطينية الأولى (الحجارة) التي اندلعت عام 1987، ثم الانتفاضة الثانية (الأقصى) عام 2000.
واشتُق اسم هذه الوحدة من طريقة تنكر أفرادها، إذ غالبًا ما يرتدون ملابس مشابهة لتلك التي يرتديها الفلسطينيون ويضيفون إليها الكوفية الفلسطينية، أما النساء فيرتدين الحجاب.
وخلال الانتفاضتين وغيرهما من الاحتجاجات الفلسطينية ضد اعتداءات الاحتلال، كان أفراد هذه الوحدة يتغلغلون وسط المحتجين قبيل تنفيذ مهمة اغتيال أو اعتقال ناشطين.
وعادة ما يستخدمون سيارات تحمل لوحات فلسطينية للتنكر أثناء اقتحامهم البلدات والمخيمات الفلسطينية لتنفيذ عمليات الاغتيال والاعتقال.
ويتزايد اعتماد إسرائيل على وحدة “المستعربين” مع تكثيف عملياتها في الضفة الغربية المحتلة، على وقع حرب مدمرة تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ اندلاع الحرب وحتى الثلاثاء، قتلت إسرائيل في الضفة الغربية ما لا يقل عن 380 فلسطينيًّا، واعتقلت 6 آلاف و390، حسب مصادر فلسطينية رسمية.