كانت متجهة إلى إسرائيل.. سفينة تحمل آلاف رؤوس الماشية تعلق قبالة أستراليا
السفينة غيرت مسارها في منتصف يناير/كانون الثاني خوفًا من هجمات الحوثيين

علقت سفينة تحمل نحو 14 ألف رأس من الأغنام و2000 رأس من الماشية قبالة ساحل أستراليا في منطقة ذات طقس شديد الحرارة، وذلك بعد أن اضطرت للإبحار في رحلة تجنبها عبور البحر الأحمر، وهو ما أثار نداءات من المهتمين بسلامة الحيوانات.
أبحرت السفينة من أستراليا في الخامس من يناير/كانون الثاني متوجهة إلى إسرائيل لتفريغ حمولتها هناك، لكنها غيّرت مسارها في منتصف يناير خوفًا من هجمات الحوثيين في اليمن، وذلك قبل أن تتلقى تعليمات من الحكومة الأسترالية بالعودة.
وتضامنًا مع غزة التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية مدمرة، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، ما أثر سلبًا في حركة الشحن والتجارة والإمداد.
ضبابية بشأن وضع الحيوانات
وقال مسؤولون في القطاع والحكومة إن هناك ضبابية بشأن وضع الحيوانات الآن وقد يتم إنزالها في أستراليا وحينها ستخضع لحجر صحي بموجب قواعد الأمن البيولوجي في البلاد أو إرجاعها إلى البحر لخوض رحلة إلى إسرائيل حول إفريقيا تستغرق شهرًا تجنبها عبور البحر الأحمر.
وتسلط هذه الواقعة الضوء على تنامي التأثير السلبي لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، الممر البحري الرئيس بين أوروبا وآسيا، التي أثرت في حركة التجارة العالمية، كما تسلط الضوء على الخطر الذي يواجهه قطاع تصدير الحيوانات الحية في أستراليا التي ترسل مئات الآلاف من الحيوانات إلى الشرق الأوسط كل عام.
وتقول جماعات زراعية وتصديرية إن الحيوانات الموجودة على السفينة “بهيجة” في صحة جيدة، لكن المدافعين عن سلامة الحيوانات يشعرون بالقلق بسبب اقتراب درجات الحرارة هناك من 40 درجة مئوية.
War and animal welfare…
Thousands of #sheep #trapped on #ship to return to #Australia after #failed #export https://t.co/WvOTDZeAHU— Tulip Penney (@TulipPenney) January 29, 2024
وقال جوش ويلسون عضو البرلمان عن منطقة فريمانتل التي تم تحميل السفينة منها، إن أزمة الحيوانات تظهر أن نشاط تصدير الحيوانات الحية “فاسد حتى النخاع”، وقال لشبكة “10 نيوز” إن “ما يشغل بالي هو كيف ستمضي رحلة لمدة 60 يومًا لنقل 14 ألف رأس من الأغنام على سفينة معدنية ساخنة كريهة الرائحة.. كريهة الرائحة حرفيًا”.
وأضاف “من الصعب جدًا تخيل أن هذه الظروف تتوافق مع معايير سلامة الحيوان التي يتوقع الأستراليون تطبيقها على الحيوانات الأسترالية”.
وقالت وزارة الزراعة إنها لم ترَ أي دليل على وجود مخاوف صحية كبيرة على الماشية، وإنها تعمل مع الشركة المصدرة والهيئات المعنية لضمان الامتثال لمعايير الأمن البيولوجي ورعاية الحيوان.
وقال رئيس شؤون الحيوانات الحية في جماعة مزارعي أستراليا الغربية جيف بيرسون، إن شركة التصدير الإسرائيلية “باسم دباح” المحدودة تقدمت بطلب للحكومة الأسترالية للحصول على إذن لتحميل المزيد من الأعلاف والإمدادات البيطرية والإبحار إلى إسرائيل حول إفريقيا.
وقالت كانبرا إن السفينة تقدمت بطلب لإنزال بعض الحيوانات والإبحار بالباقي.
أسواق الماشية
أستراليا مصدر رئيس للحيوانات الحية، إذ شحنت أكثر من نصف مليون رأس من الأغنام ونصف مليون رأس من الماشية العام الماضي، وتذهب معظم الماشية إلى أسواق آسيوية مثل إندونيسيا وفيتنام، لكن الشرق الأوسط هو الوجهة الأكبر للأغنام الأسترالية وبفارق كبير عن غيره.
وتظهر بيانات تجارية أن إسرائيل سوق رئيسة، إذ تلقت 86100 رأس من الأغنام بقيمة 6.5 ملايين دولار و10848 رأس ماشية بقيمة 14 مليون دولار من أستراليا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي.
وتتعهد حكومة حزب العمال الأسترالية بحظر تصدير الأغنام الحية في السنوات المقبلة، لكنها تواجه معارضة شرسة من جماعات المزارعين التي تقول إن هذا سيبدد نشاط أعمال البعض، ويضر بالمجتمعات الزراعية.
وحظرت نيوزيلندا تصدير الحيوانات الحية بعد غرق سفينة تحمل أكثر من 5800 رأس من الماشية في طقس قاس في 2020، مما أدى إلى فقدان عشرات البحارة وطفو الحيوانات النافقة على البحر.