إعلام عبري: إسرائيل تعالج أسرى غزة وهم معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي

كشفت هيئة البث وصحيفة هآرتس الإسرائيليتين، عن انتهاكات ومعاملة قاسية للأسرى المصابين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال المتوغلة في غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “الجرحى الغزيين يظلون مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين”، مشيرة إلى أن الأطقم الطبية في المستشفيات الإسرائيلية كانت “تستاء من تقديم العلاج للمصابين الفلسطينيين” وتصفهم بأن “أيديهم ملوثة بالدم”.
ونشرت الهيئة تقريرًا يفيد بنقل العشرات من المصابين من غزة، ممن وصفهم التقرير بأنهم “عناصر في منظمات إرهابية في القطاع” لتلقي العلاج في مستشفى ميداني أقيم في معسكر “سديه تيمان” الواقع في النقب، كما أن 13 من هؤلاء قد تم إرسالهم لإجراء عمليات جراحية في المستشفيات داخل فلسطين المحتلة.
ولم يذكر التقرير ما إذا كان الجرحى المشار إليهم قد أصيبوا خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، أم أنهم قد صاروا بحاجة إلى العلاج نتيجة ظروف الاعتقال وإساءة المعاملة داخل السجون الإسرائيلية.
“جئن جميعا مكشوفات الرأس رغم أن غالبيتهن يلبسن الحجاب”
رئيس هيئة الأسرى والمحررين في #فلسطين يكشف انتهاكات الاحتلال تجاه الأسيرات الغزيات #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/5u2oMJHcoP
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 5, 2024
“يرسلون إلى الحظائر”
ونقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن أحد مصادرها أن المعتقلين في المعسكر يعانون العنف والعقاب من جانب الجنود، وتشمل الممارسات المرتكبة في حق المعتقلين هناك، بحسب الصحيفة، الضرب، ووضع القيود في أيدي الأسرى الفلسطينيين، وإجبارهم على الوقوف ساعات طويلة، حيث يتم ربط أيديهم خلف رؤوسهم.
وذكر المصدر لـ”هآرتس” أن “بعض الإصابات قد حصلت خلال القتال”، مما يشير إلى أن بعضها قد حصل خلال الاعتقال، كما أشار إلى أن بعض إصابات المعتقلين ملوثة، وأن هؤلاء لا يُرسَلون إلى العيادة الموجودة في المعسكر بعد الفراغ من التحقيق معهم، بل “يُرسلون إلى الحظائر”.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في هذين المعسكرين “غير معروف”، وذلك نظرا لأن الجيش الإسرائيلي لم يقدم، حتى الآن، أية معلومات حول أعداد المعتقلين وظروف اعتقالهم هناك، وذلك على الرغم من التماس عدد من الهيئات الحقوقية ومطالبتها بالكشف عن قوائم المعتقلين فيهما، في ظل عدم سماح السلطات العسكرية الإسرائيلية لمنظمة الصليب الأحمر الدولي بزيارة المعسكرين، أو الاطلاع عن كثب على ظروف الاحتجاز فيهما.
ومن ضمن هؤلاء المعتقلين، وفقًا لهآرتس، الأسيرة فهمية الخالدي، التي تبلغ من العمر 82 عاما وتم اعتقالها من قطاع غزة، ورفضت إدارة سجن الدامون السماح لمحاميتها بزيارتها نظرا لأنها تعتبر “مقاتلة غير شرعية”، وتناقلت وسائل الإعلام إفادة إحدى الأسيرات المحررات بأن فهمية قد وصلت إلى سجن الدامون وهي تستعين على السير في السجن بعكّازات “تنزف دما”.
التفاف على القانون الدولي
ويُعتقل سكان غزة بتهمة كونهم “مقاتلين غير شرعيين”، حيث يعفي هذا التصنيف السلطات الإسرائيلية من التعامل مع الأسرى بوصفهم “سجناء سياسيين” و”أسرى حرب”، بما ينطوي عليه الأمر من حقوق بموجب القانون الدولي، ويتيح هذا التصنيف للجيش الإسرائيلي الإبقاء على المعتقلين مدة 75 يوما من دون عرضهم على قاضٍ، ومنعهم من مقابلة محامٍ مدة 180 يوما.
وتفيد إحاطة صادرة عن الدائرة القانونية لمركز “هموكيد” الحقوقي الإسرائيلي بأن أعداد المعتقلين في المعسكرين تبلغ “المئات، وربما الآلاف من سكان القطاع”، وأنهم معرّفون جميعا بأنهم “مقاتلون غير شرعيين”.
وفي منتصف ديسمبر المنصرم، أشار تقرير لذات الصحيفة، إلى “وفاة عدة فلسطينيين محتجزين في معسكري عناتوت وسديه تيمان منذ بداية الحرب”، من دون أن يذكر ظروف استشهادهم. ولم يتم تحويل جثامينهم للتشريح أو الطب القضائي للوقوف على أسباب وفاتهم.