فلسطينيون تضطرهم الحرب إلى نصب خيام في حديقة الحيوان برفح (فيديو)
وسط أصوات القرود والأسود والطيور الجائعة والخائفة من القصف المستمر، وبعد أن كانت مكانًا للتنزّه، نصب نازحون خيامًا بلاستيكية بين أقفاص الحيوانات، في حديقة الحيوان برفح جنوب غزة، بعدما دمر الاحتلال منازلهم في شمالي القطاع.
بقهر في صوتها تقول انشراح بدوي، إحدى النازحات من شمال غزة، في الحديقة “هينا عند الحيوانات عايشين عشان يرضوا إسرائيل واليهود والشعوب العربية”، مضيفة بصدمة شديدة، أنها لم تكن تتوقع أن يصل بها الحال إلى المقام بحديقة حيوانات.
كما قال الشاب عبد الله، النازح من شمال غزة بأسى، إن المكان الذي كان يأتي إليه للتنزّه أصبح مأوى له ولعائلته على وقع الحرب، مشيرًا إلى أنه لم يجد هو وعائلته مكانًا آخر يلجؤون إليه.
تقول النازحة أم طارق، التي قلبت الحرب حياتها رأسًا على عقب، كحال مئات الآلاف في غزة، “ما توقعناش نسكن فيها أبدًا، في الحرب هذي صارت أشياء غريبة عجيبة لم تخطر على بال أحد”.
أحمد جمعة، المسؤول بحديقة الحيوان في رفح يقول إنهم أغلقوا الحديقة بعد اندلاع الحرب لعدم وجود زوار، لكنهم سرعان ما فتحوا أبوابها مرة أخرى لاستقبال النازحين، “استقبلناهم في الحديقة وعملنا لهم خياما بجانب الأقفاص”.
وأضاف جمعة، أنه لم يكن متوقعًا ولا في الحسبان أن تتحول الحديقة إلى مأوى للنازحين، موضحًا أنه في كل خيمة بالحديقة يسكن ما بين 30 و35 عائلة.
ويشنّ الجيش الإسرائيلي حربا مدمّرة على غزة، خلّفت حتى الخميس 22 ألفا و438 شهيدا و57 ألفا و614 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا لسلطات القطاع والأمم المتحدة. وقد اضطر مئات الآلاف إلى النزوح من شمالي القطاع إلى جنوبه.