أثناء زيارته متحف “الإبادة الجماعية” بكيغالي.. حميدتي يشيد بتجربة رواندا في إنهاء الحروب

حميدتي: الحرب التي يشهدها السودان يجب أن تكون آخر الحروب

حميدتي خلال زيارته "المتحف التذكاري للإبادة الجماعية" بالعاصمة الرواندية كيغالي

قال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) إن على السودانيين أن يتعلموا من رواندا وتجربتها في إنهاء الحروب التي عصفت بها في الماضي.

وأضاف حميدتي، خلال زيارته “المتحف التذكاري للإبادة الجماعية” بالعاصمة الرواندية كيغالي، أن الحرب التي يشهدها السودان “يجب أن تكون آخر الحروب، وأن نعمل على صناعة سلام عادل ومستدام لأنفسنا ولمستقبل أجيالنا القادمة”.

وتابع “يجب علينا أن نتعلم من تجارب الآخرين، ونرسم بأيدينا معالم الطريق الذي يقودنا إلى بر الأمان”.

وأشار حميدتي إلى أن الشعب الرواندي واجه مشكلاته بشجاعة، ووضعوا لها حلولًا جذرية من خلال تجربة (الكجاجة) التي تشابه (الجودية) في السودان.

وأوضح أن هذه “(الممارسة – الكجاجة) رسّخت مبادئ العدل والعدالة الانتقالية في المجتمع، وحققت مفهوم عدم الإفلات من العقاب، وغيرت مجرى تاريخ الشعب الرواندي من التفرقة إلى الوحدة ومن الكراهية إلى المحبة ومن الحرب إلى السلام والتنمية المستدامة”.

ولفت إلى أن “المتحف التذكاري للإبادة الجماعية بالعاصمة كيغالي هو أحد أهم معالم التاريخ الإنساني، حيث يقف شاهدًا على حقبة من الجراحات والمآسي عاشتها رواندا، فقدت خلالها مئات الآلاف من الضحايا بسبب العنصرية والكراهية ومحاولات احتكار السلطة بالقوة والوصاية على الشعب”.

وفي الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، قال حميدتي إن المفاوضات في بلاده يجب ألا “تدور حول فئة محددة”، مشددًا على ضرورة أن تؤدي إلى “حل شامل يضم كل السودانيين”.

وأضاف في كلمة مصوّرة بُثت بمناسبة الذكرى الـ68 لاستقلال السودان “لقد انخرطنا في مفاوضات منبر جدة، وأكدنا موافقتنا والتزامنا بمخرجات قمة رؤساء إيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا)”.

وتابع “رؤيتنا في ذلك ألا تكون هذه المفاوضات حول أجندة محددة ومجموعة بعينها، وأن ترتكز على تحقيق مستقبل السودان، وتقود إلى حل شامل”.

ودعا حميدتي القوى المدنية الديمقراطية التي تدعو لوقف الحرب إلى الانخراط في حوار واسع ينهي الحرب وتشكيل حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب”، مؤكدًا الحرص على تأسيس وإقامة حكم مدني “لأنه الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار”.

وكان حميدتي قد أعرب عن “أسفه للانتهاكات التي طالت المواطنين في ولاية الجزيرة”، نافيًا أن “تكون قوات الدعم السريع وراءها”.

وقال “نحن في قوات الدعم السريع نعبّر عن أسفنا للانتهاكات الواسعة التي حدثت في البلاد وخاصة بولاية الجزيرة من قبل المتفلتين (الخارجين عن القانون)، وهم لا علاقة لهم بالدعم السريع”.

كما أشار إلى بذل “جهد حثيث لمحاربة المتفلتين والسيطرة لبسط الأمن والاستقرار وتحقيق العدالة”، قائلًا إن قوات الدعم السريع “لا تنوي أن تكون بديلًا للجيش السوداني”.

ومنذ منتصف إبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا، خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.

واتسعت رقعة الصراع في السودان مع إعلان الدعم السريع في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، سيطرتها على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، بعد معارك مع الجيش استمرت نحو 4 أيام، في الولاية المتاخمة للخرطوم من الجنوب، وتُعَد ذات كثافة سكانية عالية، وكانت قِبلة للنازحين من القتال في الخرطوم.

وبانتقال المعارك إلى “الجزيرة”، اتسعت رقعة القتال إذ انضمت الأخيرة إلى 9 ولايات تشهد اشتباكات مستمرة منذ منتصف إبريل 2023، وهي العاصمة الخرطوم وولايات إقليمي دارفور وكردفان، من أصل 18 ولاية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان