الخرطوم: اتفاق حميدتي مع “تنسيقية تقدّم” يمهد لتقسيم السودان
أشارت الخارجية السودانية إلى “حملة دعائية كاذبة لمحاولة إعادة تسويق قيادة الدعم السريع”

قالت الخارجية السودانية، الأحد، إن توقيع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على اتفاق مع مجموعة سياسية مؤيدة له “من شأنه أن يمهد لتقسيم البلاد”، في إشارة إلى إعلان أديس أبابا الموقّع بين الدعم السريع وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدّم).
وأضافت الخارجية في بيان “قوات الدعم السريع وداعموها داخل وخارج إفريقيا، الأيام الماضية، ابتدرت حملة دعائية كاذبة لمحاولة إعادة تسويق قيادة المليشيا المسؤولة عن أسوأ انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان في القارة منذ الإبادة الجماعية في رواندا 1994”.
وتابعت أن هذه الحملة شملت زيارة حميدتي “لعدد من الدول الإفريقية، وأحاديث منسوبة له عن استعداده لإقرار وقف إطلاق نار، وبدء مفاوضات سلام”، وأشارت الخارجية السودانية إلى أن “حملة قيادة قوات الدعم السريع قائمة على الخداع والنفاق”.
وشددت على أن إعلان جدة الموقّع بين الجيش والدعم السريع في 11 مايو/أيار الماضي هو الإطار القانوني والسياسي الملزم لمعالجة المسائل الإنسانية ووقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية.
وأكدت الخارجية السودانية، بأن التزام ما وصفتها بـ”مليشيا” الدعم السريع بتنفيذ إعلان جدة وإخلاء مئات الآلاف من منازل المواطنين والأعيان المدنية والمراكز العسكرية وإخلاء المدن والقرى، هو شرط ضروري لبدء محادثات جديدة.
إعلان أديس أبابا
وفي الأيام الأخيرة، قام حميدتي، لأول مرة منذ اندلاع الحرب منتصف إبريل/نيسان الماضي، بجولة خارجية إفريقية شملت جيبوتي وأوغندا وإثيوبيا وكينيا وجنوب إفريقيا ورواندا.
والثلاثاء، وقّعت تنسيقية (تقدم) بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وحميدتي على إعلان سياسي مشترك يتضمن تفاهمات بينها تشكيل “لجنة مشتركة لإنهاء الحرب”.
وجاءت هذه الخطوة في ختام اجتماعات بين الجانبين استمرت يومين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ضمن جهود لإنهاء حرب متواصلة بين الجيش والدعم السريع خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
وتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، تضم أحزابًا ومنظمات مدنية، تكونت بعد اندلاع الحرب لتوحيد المدنيين بهدف إنهائها.
وتأتي هذه التطورات، قبيل لقاء مرتقب خلال الفترة المقبلة في جيبوتي بين حميدتي ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب، وقد يمهّد لاتفاق على دمج الجيش والدعم السريع، وإمكانية حل الأزمة، إذا قدم الطرفان تنازلات دون شروط مسبقة، وفق مراقبين.
وكانت مفاوضات سابقة بين الجيش السوداني والدعم السريع في جدة بالسعودية أسفرت في مايو/أيار الماضي، عن أول اتفاق بينهما حمل اسم “إعلان جدة”، وشمل التزامات إنسانية وشروطًا عدة، منها “الالتزام بالإجلاء والامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كل المرافق الخاصة والعامة كالمرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية”.
تجدد المعارك
ميدانيًا، تجددت المعارك، صباح اليوم، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من الجبهات بالعاصمة الخرطوم.
وأفاد مراسل الجزيرة مباشر بأن انفجارات سمعت وأعمدة دخان تصاعدت بأحياء جنوب شرق العاصمة جراء غارة جوية شنتها مقاتلة حربية تابعة للجيش على مواقع للدعم السريع في المنطقة.
يأتي ذلك في حين قصفت قوات الدعم السريع مستخدمة المدفعية الثقيلة، مواقع للجيش بالقيادة العامة وسط العاصمة وسلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.