الإنترنت.. حرب أخرى يخوضها سكان شمال غزة للتواصل مع ذويهم (فيديو)

صعوبة الحصول على اتصال عبر الانترنت إحدى صور المعاناة اليومية التي يواجهها الفلسطينيون الباقون في شمال قطاع غزة.

فأمام مستشفى اليمن السعيد شمالي القطاع، يتكدس عدد كبير منهم في محاولة لالتقاط الشبكة الخلوية العاملة داخل المستشفى، سعيًا للتواصل مع أقربائهم وذويهم داخل القطاع وخارجه.

لكن انتظارهم للوصول إلى شبكة الإنترنت قد يطول إلى ساعات، مثلما جرى مع الحاجة سعاد التتري الفلسطينية من شمال غزة، التي قالت للجزيرة مباشرة إنها انتظرت أكثر من 6 ساعات في محاولة للاتصال بأقربائها.

“زي النكبة هذي ما صار”

ومضت قائلة “احنا في وضع مأساوي جدًّا عمره ما حصل هيك منذ نكبة الـ48، زي النكبة هذي ما صار”. وأضافت “فيش اتصالات والمياه مقطوعة والكهرباء مقطوعة والنت مقطوع.. بدي أتواصل مع أهلي.. مش قادرة أطمئن عليهم”.

ووصف محمود البطش، وهو أحد سكان شمال القطاع، صعوبة الحصول على الإنترنت بأنه حرب ثانية، فضلا عن الحرب التي يعيشون تفاصيلها المؤذية كل يوم.

وقال البطش إنه ظل يبحث عن شبكة الإنترنت أكثر من 20 يومًا، حتى استطاع الوصول إلى منطقة تتوافر فيها الشبكة. غير أن الضغط الكبير عليها يحول دون التقاط الهاتف لها بسهولة، مما جعله في وضع صعب لم يتمكن بسببه من الاتصال بذويه منذ أكثر من شهرين.

وعبر عن معاناته في التواصل مع أسرته بقوله “أنا أهلي في السعودية ومش قادر أوصل لهم لأن النت معدوم على الآخر. والدي صار لي أكثر من شهرين مش قادر أتواصل معاه”.

ويناشد سكان شمال القطاع المسؤولين في كافة أنحاء العالم مساعدتهم على عودة خدمة الاتصال عبر الإنترنت. وتساءلت إحداهن “لوقتيش هذا الظلم؟ لوقتيش هذي المأساة والمعاناة؟ شعبنا انتكب واتدمر، وين العالم؟ بدنا عالم تقف معنا”.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن استشهاد أكثر من 23 ألف فلسطيني، طبقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، علاوة على أكثر من 59 ألف مصاب، وتدمير مئات الآلاف من المنازل في القطاع جراء القصف الإسرائيلي.