“تعاملوا بحيوانية”.. أسيرة سابقة تكشف تفاصيل اعتقالها الوحشي على يد قوات الاحتلال (فيديو)

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، عن الأسيرة الفلسطينية أفنان أبو حسين من مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية، وذلك بعد فرض غرامة مالية قدرها 5000 شيكل (1400 دولار).

والأحد، اعتُقلت أفنان من منزلها في بلدة “بني نعيم” وهي حامل في شهرها التاسع، وقد تحدثت للجزيرة مباشر من داخل مستشفى الأهلي بالخليل، كاشفة عن سوء المعاملة التي تعرضت لها ومحاولة إجبارها على الخضوع لعملية ولادة بالقوة.

بدأت الأسيرة المفرج عنها حديثها واصفة كيف هاجمها جنود الاحتلال فجأة في منزلها، قائلة “بينما كنت نائمة في المنزل، داهم الجنود الإسرائيليون المكان وبدأوا بضربي وطلبوا هُويتي التي لم تكن بحوزتي. تعاملوا معي بخشونة شديدة، وألقوني أرضًا دون مراعاة لحملي. أخذوني من المنزل بملابس غير مناسبة، واضطررت بسرعة لارتداء ملابس الصلاة بينما كانوا يسحبونني للخارج دون السماح لي بفعل أي شيء”.

وأضافت “بعد ذلك، استيقظت لأجد نفسي في غرفة التحقيق، كانوا يتحدثون إليّ ويتهمونني بتهم سخيفة، مثل تصوير خرائط فلسطين. كانوا يتحدثون عن أمور لا تُعتبر تهمًا حقيقية، ثم قالوا لي إنهم سيطلقون سراحي بكفالة قدرها 5000 شيكل. فجأة، وجدت نفسي في السجن، وعندما أخبرتهم أنني لم أكن أريد البقاء، أجابوني بأنهم سحبوا القرار ولن يطلقوا سراحي، على الرغم من أنهم هيأوني سابقًا لفكرة مغادرتي”.

وأكدت أفنان أنه عند نقلها إلى المستشفى، أصر جنود الاحتلال على أن تُجري عملية الولادة هناك، موضحة أنهم أدخلوها إلى غرفة العمليات بالقوة، لكنها رفضت الخضوع لذلك من خلال عدم توقيعها الورقة التي طلبوا منها الموافقة فيها على الولادة.

وتابعت “في النهاية، بعد رفضي الولادة في مشفاهم، قدموا لي ورقة تفيد بأنني أرفض العلاج، وأنني سأكون مسؤولة عن وفاة طفلي، وقعت عليها وطلبت رؤية المحامي، لكنهم رفضوا، ولم يكن هناك أي شخص عربي يتحدث إلي، كانوا جميعهم يهودا”.

وأوضحت أفنان أنه قبل عودتها إلى الخليل، هددها جنود الاحتلال بإرسالها إلى سجن “هداريم” بسبب رفضها الولادة في المستشفى”.

وأضافت “عندما أخرجوني، كنت أظن أنني متوجهة إلى السجن كما أخبروني، لكنني تفاجأت بأنني في المعبر وأعود إلى المنزل”.

وكشفت الأسيرة المحررة عن التعذيب النفسي خلال الليلتين التي عاشتهما “عندما كنت أسألهم أنا أين؟ كانوا يجيبونني: أنتِ في جهنم. كانوا يستفزوني جدا بأسوأ طرق العذاب النفسي، كانوا يرقصون حولي ويصوروني على التيك توك وأنا في المستشفى ويدي مربوطة بكلبشات (أصفاد) على السرير”.

وأردفت “كان تعاملا حيوانيا بمعنى الكلمة، كنت أطلب الماء، وكانوا يجلبونه ليلقوه أمامي باستفزاز، لم آكل شيئا منذ يومين، عانيت من الجفاف وتأثرت حالتي الصحية، كانت ليلة صعبة، حيث منعوني من النوم والذهاب إلى الحمام، وبقيت الأصفاد في يديّ”.

وعبرت صفاء أبو سنينة عن طريقة اعتقال الوحشية لابنتها أفنان، قائلة “اقتادوها بشكل وحشي، نحن نتحدث عن أم لطفل عمره عامين، وحامل بشهرها التاسع وتعاني من ظروف صحية صعبة، كان من المقرر أن تلد خلال هذا الأسبوع بعملية قيصرية، منعوها من ارتداء ملابسها أو وداع ابنها وأخذ أغراضها، قيدوا يديها وعصبوا عينيها”.

وذكرت صفاء أن الاحتلال أفرج عن ابنتها عند حاجز كفار سابا بالقرب من قلقيلية.

صفاء أبو سنينة

وبسبب الإهمال الطبي وقلة التغذية والعلاج خلال يومين من الاعتقال، تعاني أفنان من جفاف حاد من الدرجة الثالثة وتحتاج إلى رعاية خاصة خلال الأيام القادمة، وَفق ما ذكره الأطباء في مستشفى الأهلي بالخليل.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان