زليخة المحتسب.. مسنة فلسطينية ترفض ترك منزلها رغم مضايقات الاحتلال واعتداءات المستوطنين (فيديو)
من شرفة منزلها المسيج بشباك يشبه القفص، تحدثت الستينية زليخة المحتسب من وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية عن قصة صمودها وكفاحها للبقاء في منزلها، رغم مضايقات الاحتلال وتهديدات واعتداءات المستوطنين، وخصوصا بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
وقالت السيدة زليخة إنها صارت تعيش في سجن كبير بعد أن أحاطت البؤر الاستيطانية ومعسكرات الاحتلال ببيتها من الاتجاهات كافة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمن غزة إلى بيروت.. كيف غيّر طوفان الأقصى خريطة الشرق الأوسط؟
“مين بدّو يستشهد اليوم؟”.. جندي إسرائيلي يستفز أهالي كفر عقب في القدس المحتلة (فيديو)
تحت تهديد السلاح.. مستوطنون يهاجمون قاطفي الزيتون في الضفة الغربية المحتلة (فيديو)
وأوضحت زليخة في حديثها للجزيرة مباشر، أنها تعيش بمفردها في منزلها الواقع على شارع الشهداء، الذي أغلقته قوات الاحتلال ضمن إجراءاتها التعسفية وتضييقاتها على الفلسطينيين بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، ولاحقا عام 2003 أُغلق الشارع بشكل تام؛ مما اضطر زليخة إلى استخدام باب منزل جيرانها في الشارع المجاور مدخلًا لبيتها منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا.
بغصة في القلب وعينين يملؤهما شعور بالقهر والعجز، تنظر زليخة من شرفة منزلها لترى المستوطنين يسيرون بكل حرية بعد أن أبيح لهم ما حُرّم على السكان الأصليين.
وعن تسييج الشرفة قالت “في السابق كان المستوطنون يلقون علينا الحجارة والقمامة من أي نافذة أو شرفة يجدونها أمامهم، بالإضافة إلى شتمنا بالألفاظ النابية والصراخ علينا، فاضطررت لتسييجه لأحمي نفسي منهم”.
وبحكم الإغلاق وخطر المستوطنين في هذه المنطقة عملت زليخة على تأسيس الروضة الإبراهيمية الخيرية عام 2003 فوق منزلها لتؤوي طلبة البلدة القديمة، وتضمن حصولهم على تعليم آمن دون اضطرارهم إلى المشي مسافات أطول للوصول إلى مراكز التعليم في المدينة.
صديقة الأطفال
وتتخذ المسنّة الفلسطينية من التعليم نهجا لزرع حب الوطن في نفوس الطلبة وتنظم لهم أنشطة توصل من خلاها رسالة صمود وتحدّ رغم الظروف القاسية، كنشاط موسم قطف الزيتون الذي يمثل مناسبة وطنية واجتماعية للفلسطينيين، وأضافت “لقبي هو صديقة الأطفال، ورسالتي من مشروع الروضة: هذا أنا أبني إنسانا”.
وعن اعتداءات الجنود، قالت إنهم أصبحوا يعاملونها بوحشية وعنف لم يسبق أن شاهدته، موضحة “لقد تعرضت لمحاولتين لإطلاق النار أثناء سيري في الشارع، ورفع الجنود أسلحتهم في وجهي ظنًّا منهم أنني أقتحم المعسكر، بينما كنت فقط أمشي للعودة إلى منزلي”.
وتشير زليخة إلى أن شارع الشهداء كان شريان الحياة لمدينة الخليل، “كان الشارع يربط شمال الخليل بجنوبها، وكان مركزا تجاريا واقتصاديا للبلدة، من هنا كان تجمع المواصلات إلى غزة ويافا والقدس وأي مكان في فلسطين”.
مدينة أشباح
وبحسب مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بيتسيلم) فإن إسرائيل تحظر منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2000 حركة الفلسطينيين في شارع الشهداء، بدون أمر عسكري ساري المفعول.
واعتبرت المنظمة أن إغلاق الشارع والقيود الإضافية المفروضة على حركة الفلسطينيين في المنطقة أدت إلى انهيار اقتصادي في وسط المدينة ومغادرة الكثيرين من السكان وتحويل المنطقة إلى “مدينة أشباح”.
وعلى مدار سنوات وعد جيش الاحتلال مرة تلو الأخرى بفتح الشارع أمام حركة الفلسطينيين، غير أن الحظر ما زال ساريا حتى اليوم.