أسير سابق: هكذا نجح السنوار في تحويل السجون إلى أكاديميات عسكرية وتربوية وثقافية (فيديو)
أشاد الكاتب والروائي الفلسطيني وليد الهودلي برئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد يحيى السنوار.
وقال الهودلي إن التجربة التي جمعتهما في سجن إسرائيلي كشفت له أن السنوار كان صاحب شخصية قيادية، ويتمتع برؤية سياسية قوية وإرادة وطنية صادقة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمصطفى البرغوثي: هذه دلالات استهداف منزل نتنياهو ورسائل المقاومة إلى إسرائيل (فيديو)
لحظة سقوط صاروخ في عكا واشتعال حرائق شمالي إسرائيل (فيديو)
معاريف: هذا ما كشف عنه استهداف منزل نتنياهو بطائرة من لبنان
واسترجع الهودلي، الذي يقيم في رام الله، في حوار مع الجزيرة مباشر، ذكريات النقاشات العميقة التي دارت بينه وبين السنوار بشأن السياسة وأوضاع السجن، فضلًا عن الشؤون الثقافية والأدبية، إذ عاصر السنوار لأشهر في سجن نفحة الإسرائيلي خلال التسعينيات.
وأشار إلى أن السنوار كان رجل تنظيم وفكر، يتمتع بشخصية متوازنة ومعتدلة وبقدرة كبيرة على الحوار، وكاريزما واثقة.
كما وصفه بأنه “صاحب رؤية واسعة وثقافة شامخة، يدافع عن آرائه بحجج دامغة وبراهين ثابتة”.
وأضاف الكاتب والأسير السابق أن فلسطين والقدس كانتا محور حديث السنوار، إذ كان يؤكد دائمًا التناقض الكلي مع الاحتلال، ويرفض أي حلول وسط أو إمكانية للتعايش معه، مشددًا على اشتباكه الثقافي والحضاري المستمر مع المحتل.
وأردف أن السنوار كان إنسانًا صاحب رسالة ورؤية متميزة، وأن التزامه المطلق بفلسطين وأفكاره الراسخة جعلاه قدوة للعديد من المؤمنين بعدالة القضية.
وعن شخصية السنوار داخل السجن، أوضح الهودلي “كان يحاور إدارة السجن لأنه رجل تنظيم يمثل وجوهًا متعددة، كان يدير الحوار بطريقة قوية ومتماسكة وتحقق مكاسب للأسرى”.
ولفت إلى أن السنوار كان شخصية مؤثرة بشكل كبير في مجالات عدة، أبرزها الفكر والمقاومة، موضحًا أنه كان يقدّم فكرة المقاومة والفكرة الإسلامية بشكل قوي وواضح، مشيرًا إلى تأثيره الفكري العميق وقدرته على ترك بصمات واضحة بفضل مساره الفكري المحدد المعالم.
السنوار بنى شخصيات متميزة دينيًّا وروحانيًّا داخل السجن
وأكد الهودلي أيضًا أن السنوار “كان ذا رؤية سياسية ناضجة، كما كان قادرًا على بناء شخصيات متميزة دينيًّا وروحانيًّا”.
وأضاف “يحيى كان مربيًا روحيًّا ودينيًّا، يستطيع أن يصنع ويشكل الذات الثورية التي تفهم الدين بأسلوب يحركها نحو الثورة. تديُّنه لم يكن تقليديًّا بل فهمًا ثوريًّا وحركيًّا للدين، وهذا ما يميّز فكره بشكل قوي وفعّال”.
وفي حديثه عن دور السنوار داخل السجون، أفاد بأنه نجح مع كبار الأسرى في تحويل السجون إلى أكاديميات عسكرية وتربوية وثقافية.
واستطرد الهودلي “يحيى تمكن من خلق بناء ثوري داخل السجون، إذ كل أسير يدخل مع هؤلاء القادة يجد نفسه ضمن برنامج تطوير منهجي. كانت هناك برامج ثقافية وتربوية تهدف إلى تطوير الذات وبنائها بشكل منهجي ومتكامل. كل من التقى السنوار كان يدخل في مجال تطوير الذات. باختصار، أجادوا تمامًا في بناء الذات الثورية داخل السجون”.
وتابع “وجوده داخل السجن كان فعّالًا لدرجة كبيرة جدًّا، لا يدع ثانية أو دقيقة دون حساب، يستثمر في الوقت بطريقة جيدة جدًّا، في ذاته ومع الذين حوله، طوَّر الفهم الأمني والحركي داخل السجن”.
وأعرب الهودلي عن حزنه البالغ على رحيل رفيقه في السجن، قائلًا “خسرنا قائدًا عظيمًا، قائدًا له رؤية سياسية قوية، وخسرنا روحًا، وليس فقط رؤية فكرية نظرية، رؤية فكرية تحمل روحًا قوية، فهذه الروح استطاعت أن تثبت ذاتها بواقع الفعل، واستطاعت أن تحمل إرادة وطنية صادقة، وهذا ينقصنا كثيرًا”.