“لم يُقتل بقذيفة دبابة”.. نتائج تشريح جثة السنوار تكشف عن مفاجأة
تناقضات تكشفها صحيفة الغارديان
كشفت صحيفة (الغارديان) البريطانية عن “تناقضات” في الرواية الرسمية الإسرائيلية بشأن اللحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار قبل استشهاده، مما قد يعزز من الرمزية البطولية التي تتشكل بسرعة حول قائد حماس.
وخلصت نتائج التشريح الإسرائيلي الذي أُجري على السنوار إلى أنه “قُتل” برصاصة في الرأس، وهو ما يتعارض مع الرواية الأولية للجيش الإسرائيلي التي أشارت إلى أنه قُتل بقذيفة دبابة أُطلِقت على المبنى الذي كان يتحصن فيه.
اقرأ أيضا
list of 4 items“أكلنا الطحين بدوده”.. الجوع يدفع نازحي غزة إلى صناعة الخبز من أعلاف الحيوانات (فيديو)
“هل تذكر يا نتنياهو؟”.. سرايا القدس تضرب بحمم الهاون قوات الاحتلال وآلياته شرق رفح (فيديو)
“نأكل الخبز الناشف”.. توقف عمليات “المطبخ المركزي العالمي” يفاقم أزمة النازحين في غزة (فيديو)
وأصدر الجيش الإسرائيلي لقطات لدبابة تطلق النار على المبنى في مخيم تل السلطان للاجئين في رفح جنوبي قطاع غزة، وصرَّح المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري “حددناه إرهابيًّا داخل المبنى، وأطلقنا النار على المبنى ثم دخلنا لتفتيشه”.
الرصاصة القاتلة
ومع ذلك، أشار تشين كوغل -مدير معهد الطب الشرعي الوطني الإسرائيلي- الذي أجرى التشريح، إلى أن سبب الوفاة هو إصابة بعيار ناري في الرأس. وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، لم يتكهن كوغل بمن أطلق الرصاصة القاتلة، سواء كان ذلك خلال اشتباك مع الجنود الإسرائيليين قبل إطلاق القذيفة، أو بعد العثور عليه في الأنقاض.
وأشعل الغموض المحيط باستشهاد السنوار رمزية القائد التي انتشرت بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كونه قُتل وهو يرتدي زيًّا عسكريًّا وسترة قتالية بعد أن أطلق النار وألقى قنابل على الجنود الإسرائيليين، وحتى مهاجمته لطائرة استطلاع إسرائيلية بعصا خشبية بيده الوحيدة المتبقية في لفتة تحدٍ أخيرة.
رمزية القائد “الشهيد”
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما تم اغتيال قائد حماس المخضرم الشيخ أحمد ياسين بواسطة صواريخ أطلقتها مروحية إسرائيلية في عام 2004، كان يتم دفعه على كرسي متحرك بعد صلاة الفجر في أحد مساجد غزة.
ورغم أنه لم يبقَ الكثير من جسده لالتقاط الصور، فإن الصور المتخيلة للضربة الصاروخية القاتلة أصبحت جزءًا من الأيقونات التي ظهرت على الجدران في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، إلى جانب صور الزعيم ذي اللحية البيضاء وهو يصعد إلى السماء. ولا تزال صور الشيخ أحمد ياسين شائعة حتى الآن في غزة والضفة الغربية.
وأثار الغموض الذي أحاط بمشهد استشهاد السنوار، اهتمامًا كبيرًا وتفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أكسبه وصف (الشهيد) في داخل غزة وخارجها.
السنوار وغيفارا
وقالت الصحيفة إن السنوار ترك خلفه جثة مقاتل مزقته الحرب، وقد يقارنها بعض الفلسطينيين بالصورة الشهيرة لتشي غيفارا، الطبيب الأرجنتيني الذي قاتل في الثورة الكوبية لكنه مات في النهاية على أيدي الجيش البوليفي في عام 1967، وأصبح رمزًا لقضيته.
وأوضحت الصحيفة أن زملاء السنوار في قيادة حماس احتفوا بكونه استشهد في المعركة، وكما قال نائبه خليل الحية “في مواجهة دون تراجع، مشتبكًا في الصفوف الأمامية، يتحرك بين مواقع القتال”.
وأكدت الغارديان أن موت يحيى السنوار محاربًا سيضمن له مكانة بارزة في وجدان الفلسطينيين وذاكرتهم الجمعية، إذ استطاع رغم قلة الإمكانات المتاحة للمقاومة أن “يغيّر قواعد اللعبة”.