شمال غزة.. نداء استغاثة من الدفاع المدني والأونروا تؤكد رفض إسرائيل إجلاء العالقين تحت الأنقاض (فيديو)

جباليا تُباد

توجّه المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، بنداء استغاثة لمساعدة أهالي شمال قطاع غزة المحاصرين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

واستُشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الاثنين، بقصف مدفعي إسرائيلي استهدف محيط مراكز إيواء أممية تضم الآلاف من النازحين بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

من جانبها حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من الأوضاع الكارثية في مخيم جباليا، وقالت إن المخيم مُحاصر منذ أكثر من أسبوعين.

وقالت الوكالة الأممية “نتلقى معلومات عن عائلات محاصرة في منازلها والمياه والطعام على وشك النفاد، والصور الواردة من المخيم تظهر السكان يركضون للنجاة بحياتهم، دون وجود مكان آمن للجوء إليه”.

جنازة الطفلة سما الدبس (10 أعوام) التي استشهدت خلال قصف إسرائيلي لمخيم جباليا -18 أكتوبر (الفرنسية)

إسرائيل رفضت إجلاء العالقين تحت الأنقاض

وكشفت مسؤولة الإعلام في وكالة الأونروا، إيناس حمدان، أن إسرائيل رفضت طلبًا عاجلًا تقدمت به الوكالة لإجلاء العالقين تحت الأنقاض جراء الحرب التي تشنها على شمال قطاع غزة.

وقالت إن ذلك يأتي “بينما تستفحل المجاعة في شمال القطاع على وقع الإبادة الإسرائيلية وسياسة التطهير العرقي التي يتعرض لها الفلسطينيون هناك”.

وأضافت المسؤولة الأممية “على مدى الأسبوعين الماضيين، حذرنا مرارًا من أن تشديد الحصار على جباليا ومحافظة شمال غزة يزيد الأوضاع كارثية، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في شمال غزة تعرض عشرات الآلاف من المدنيين لخطر محدق”.

وأكدت مسؤولة الإعلام أن الهجوم العسكري في شمال غزة يقطع وصول الناس إلى الضروريات اللازمة لبقائهم، بما في ذلك المياه، وحذرت من قرب نفاد الطعام والمياه.

المنظومة الصحية

وفيما يتعلق بالمنظومة الطبية، قالت المسؤولة الأممية، إنه تم استهداف اثنين من أصل 3 مستشفيات باقية في محافظة شمال غزة بشكل مباشر هما مستشفى العودة والإندونيسي، مشيرة إلى أن تلك الهجمات تفاقم الأزمة الإنسانية التي تشهدها محافظة شمال غزة بشكل مقلق للغاية.

وأشارت في هذا الصدد إلى استشهاد مرضى في المستشفى الإندونيسي، بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الإمدادات، وطالبت إسرائيل بالسماح للفرق الإنسانية وفرق الإنقاذ بالوصول إلى المرضى والجرحى والمحاصرين دون تأخير.

وقالت “منذ يوم السبت، لم يتم تنفيذ طلب عاجل من الأمم المتحدة للوصول إلى شمال غزة لإنقاذ المصابين العالقين تحت الأنقاض من قبل السلطات الإسرائيلية”.

إخراج فلسطيني من بين أنقاض مبنى منهار عقب قصف إسرائيلي في جباليا -15 أكتوبر (الفرنسية)

تعليق الخدمات

وفيما يتعلق بأوضاع النازحين الفلسطينيين، قالت المسؤولة إنه تم إخلاء 7 مراكز إيواء في مناطق الشمال، وأضافت “لم يُترك خيار للمدنيين سوى الفرار ومواجهة الجوع والرعب، وتم تعليق أو إيقاف الخدمات الأساسية، بما في ذلك خدمات الأونروا، كما تم إيقاف عمل مركزنا الصحي التابع للأونروا، في حين أن بئرين للمياه فقط لا يزالان يعملان”.

وأكدت المسؤولة، أن ظروف المساعدات في مناطق الوسط والجنوب ليست بأفضل حال، حيث لا يسمح بتدفق الإمدادات بشكل كاف ومنتظم، وقالت إن ما يدخل من شاحنات عدد قليل جدا، في حين أن الحاجات ضخمة وضرورية.

أونروا قطاع غزة مساعدات
فلسطينيون في قطاع غزة يتجمعون أمام أحد مراكز الأونروا في جباليا (رويترز)

نقطة الانهيار المحتملة

وكان المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، قد قال يوم الأربعاء إن عمليات الوكالة في قطاع غزة تقترب من نقطة الانهيار بسبب “الظروف المعقدة”.

وقال في مؤتمر صحفي في برلين “لن أخفي حقيقة أننا قد نصل إلى نقطة لن نتمكن بعدها من العمل”، وأضاف “نقترب جدا من نقطة الانهيار المحتملة. متى ستكون؟ لا أعرف.. لكننا قريبون جدا من ذلك”.

وأكد ن الوكالة تواجه مزيجا من التهديدات المالية والسياسية لوجودها، إضافة إلى الصعوبات التي تتعرض لها العمليات اليومية في وقت تشتد فيه الحاجة إلى المساعدات في مواجهة خطر المرض والمجاعة.

وحذر من حدوث مجاعة، وقال “هناك خطر حقيقي باحتمال حدوث مجاعة أو سوء تغذية حاد مع اقتراب فصل الشتاء وضعف أجهزة المناعة لدى السكان”.

وتوفر الأونروا خدمات تعليمية وصحية ومساعدات لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، والعلاقة متوترة بينها وبين إسرائيل منذ فترة طويلة، لكنها تدهورت بشكل حاد منذ بدء الحرب في غزة.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان