حسام زملط يكشف لـ “الجزيرة مباشر” تفاصيل اجتماع رئيس الوزراء البريطاني مع عائلات فلسطينية (فيديو)
كشف السفير الفلسطيني لدى بريطانيا حسام زملط تفاصيل الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الثلاثاء الماضي، بمجموعة من الفلسطينيين الذين فقدوا أفرادًا من عائلاتهم جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكد زملط في لقاء خاص مع “الجزيرة مباشر” أن الاجتماع سلط الضوء على غياب تطبيق القانون الدولي في محاسبة مرتكبي جرائم الحرب من المسؤولين الإسرائيليين، بدءًا من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرورًا بوزرائه سموتريش وغالانت وغيرهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: جثث وأشلاء جراء قصف إسرائيلي لتجمع مواطنين في مخيم الشاطئ شمال غزة
شاهد: حزب الله يستهدف دبابة “ميركافا” إسرائيلية ويقصف شركة عسكرية قرب تل أبيب
مقتل إسرائيليين في مجد الكروم وانقطاع الكهرباء في الجليل الغربي جراء صواريخ حزب الله (فيديو)
وقال زملط إن “ستارمر، يتميز عن غيره من السياسيين بخلفيته الأكاديمية وتخصصه في القانون الدولي، حيث عمل لسنوات في هذا المجال، بما في ذلك محكمة العدل الدولية”، لافتًا إلى أن الوقت حان لتطبيق القانون الدولي بشكل صارم.
وأضاف أنه ناقش مع ستارمر، وعوده الانتخابية المتعلقة بالاعتراف بدولة فلسطين، مشيرًا إلى أن هذا الاعتراف أصبح ضروريًا وعاجلًا، إلى جانب الحاجة الملحة لفرض حظر كامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، التي ارتكبت جرائم حرب بمعدلات غير مسبوقة، مستهدفة الأطفال والصحفيين والأطباء وعمال الإغاثة.
برنامج إجلاء الأطفال من غزة
وخلال الاجتماع الذي عُقد في مقر الحكومة وحضرته نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر، وزير شؤون الشرق الأوسط حاميش فالكونر، ناقش المجتمعون مقترحًا لإنشاء “برنامج إجلاء الأطفال” الذي يهدف إلى نقل 15 طفلًا فلسطينيًا من المصابين بإصابات حرجة إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج الطبي العاجل، على غرار ما قامت به أيرلندا باستقبال 30 طفلًا فلسطينيًا حيث يتطلب هذا البرنامج تنسيقًا حكوميًا لتسهيل الحصول على التصاريح و”الفيزا” الطبية، وضمان نقل آمن للأطفال.
ودعا المجتمعون إلى تطبيق “برنامج لم شمل العائلات” لتسهيل عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ذويهم المقيمين في بريطانيا.
وأكدوا أهمية إنشاء “مسار قانوني لتسهيل السفر إلى المملكة المتحدة، على غرار برنامج استضافة اللاجئين الأوكرانيين بعد الحرب الروسية على أوكرانيا”.
وتضمن الاجتماع دعوات للحكومة البريطانية لتعزيز دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث أشار المتحدثون إلى استخدام إسرائيل “سياسة التجويع كسلاح حرب”. وطالبوا بوجود مراقبين بريطانيين على المعابر الحدودية لضمان تسهيل دخول المساعدات بشكل سريع ودون عوائق.
ويأتي هذا الاجتماع بعد انتقادات واسعة النطاق لسياسة الحكومة البريطانية تجاه الصراع في غزة، وجهود دبلوماسية فلسطينية من البعثة الفلسطينية في لندن.
وأكد ستارمر على مواقع التواصل الاجتماعي عقب الاجتماع أن “المعاناة المروعة يجب أن تتوقف، ويجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط”، وأضاف أنه يدرس فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف بسبب تصريحاتهم “المشينة” حول الفلسطينيين.
لم الشمل
من جانبها، كشفت الفلسطينية ختام عطا الله، في حديثها لـ”الجزيرة مباشر” عقب اجتماعها مع رئيس الوزراء، عن معاناتها التي تجمع بين الفقد والحنين، حيث فقدت أكثر من 48 فردًا من عائلتها جراء الحرب.
وتحدثت ختام عن رغبتها الملحة في لمّ شملها مع حفيدة أختها، التي تُعد آخر من تبقى لها من عائلتها، الطفلة التي جاءت إلى الحياة وسط أجواء الدمار، لم يمهلها القدر سوى 10 أيام بعد ولادتها قبل أن يهوي القصف على منزلها، ليأخذ منها والديها.
وأشارت إلى أن الطفلة أجليت إلى تركيا لتلقي جراحات عاجلة، لكنها توقفت عن العلاج بسبب تعقيد الحالة وحاجتها الماسة لاستكمال العلاج في الخارج.
ضغوط أعضاء البرلمان
ولاقى موقف الحكومة البريطانية انتقادات واسعة من بعض أعضاء حزب العمال وأحزاب أخر في البرلمان، حيث وقّع نحو 50 نائبًا على مذكرة تطالب بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل وحظر استيراد البضائع من المستوطنات غير القانونية، وإلغاء خطة “خارطة الطريق 2030” لتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية مع إسرائيل.
يُذكر أن الحكومة البريطانية أوقفت مؤخرًا 30 من أصل 350 رخصة لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة إلى مخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، لكن هذا الإجراء اعتبره البعض غير كافٍ، مع مطالبات بتوسيع العقوبات.