عشرات القتلى والجرحى بهجمات للدعم السريع على ولاية الجزيرة (فيديو)
شهدت مدن وقرى شرقي ولاية الجزيرة وسط السودان موجة نزوح كبيرة إثر الاشتباكات العنيفة في المنطقة واقتحامها من قبل قوات الدعم السريع، الجمعة.
وقال نازحون من مدينة تمبول لـ”الجزيرة مباشر” بعد وصولهم إلى ولاية القضارف شرقي السودان، إنهم اضطروا لمغادرة المدينة ليلًا وعبور مناطق وعرة سيرًا على الأقدام بعد دخول قوات من الدعم السريع وقيامها بعمليات قتل ونهب بحق السكان.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالسودان.. وفيات وإصابات جراء تفشي الكوليرا والتسمم الغذائي
فايننشال تايمز: عملية نهب كبرى لآثار المتحف الوطني في الخرطوم وتهريبها خارج السودان
وزير الخارجية السوداني: معركة الكرامة فُرضت علينا ونرفض أي تدخل دولي (فيديو)
وأشار النازحون إلى “قيام قوات الدعم السريع باعتقال شبان من مدينة تمبول أثناء تأديتهم العزاء في أحد السكان الذي قُتل بواسطة القوات بجانب منع بعضهم من مغادرة المدينة”.
عشرات القتلى والجرحى بهجمات للدعم السريع
في السياق، قالت لجان المقاومة بمدينة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة إن “قريتي السريح وأزرق بولاية الجزيرة تتعرضان منذ، صباح الجمعة، لهجوم من الدعم السريع”.
ولفتت في بيان إلى أن “هذه الهجمات في قرية السريحة التي شملت استهدافات بالقناصة والقصف المدفعي، أدت إلى مقتل 50 من سكان هذه القرية، وإصابة أكثر من 200 آخرين”.
كما ذكرت في بيانها، أن “قرية أزرق تشهد حصارا كاملا من قبل قوات الدعم السريع التي تمارس هناك نفس الانتهاكات التي حدثت في قرية السريحة”.
حملات انتقامية تستهدف المدنيين
من جانبها، قالت وزارة الخارجية السودانية إن قرى وبلدات شرق الجزيرة تتعرض لحملات انتقامية مما سمتها (مليشيا الدعم السريع) في أعقاب انسلاخ قيادات منها تنتمي لهذه الولاية.
وأضافت في بيان، أن هذه الحملات الانتقامية تستهدف المدنيين على أسس قبلية وجهوية، مما يرقي لمستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في منشور عبر منصة “إكس”، إنه كلما تمادت ما وصفها “بمليشيا آل دقلو الإرهابية” في سفك دماء المواطنين الأبرياء، ازدادت عزيمة الشعب السوداني على مقاومتهم.
وأضاف البرهان “انتهاك القانون الدولي الإنساني والجرائم ضد الإنسانية لن تمر دون عقاب، وتجعل من غير الممكن التسامح مع هذه المليشيا الإرهابية”، حسب وصفه.
الدعم السريع ترد على الاتهامات
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في بيان إن “ما يحدث في عدد من قرى ومناطق شرق ولاية الجزيرة وسط السودان هي اشتباكات لقواتها مع المقاومة الشعبية وكتائب العمل الخاص التي انخرط الجيش السوداني مؤخراً في تسليحها للزج بها في القتال”.
وحمّلت قوات الدعم السريع “رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان المسؤولية الكاملة فيما تشهده ولاية الجزيرة من اشتباكات، ونوهت إلى أن الجميع تابع تصريحاته الأخيرة وإعلانه تسليح المدنيين تحت مسمى المقاومة الشعبية للقتال إنابة عن الجيش”، وفقًا للبيان.
وأشارت قوات الدعم السريع إلى “أنه تزامن مع إعلان البرهان تسليح المدنيين مخطط استخبارات الجيش وجهاز المخابرات الذي تم بموجبه توظيف (أبوعاقلة كيكل) في تسليح الآلاف في قرى شرق ووسط وغرب ولاية الجزيرة”.
وأوضحت قوات الدعم السريع أن “منسوبي عدد من القرى الذين قام –كيكل- بتسليحهم هاجموا قواتها بأسلحة متنوعة، دوشكا، رشاش كلانشكوف، مما دفع قواتها للتعامل معهم بحسم” وفقًا للبيان.
في السياق، أدانت حركة العدل والمساواة في السودان بقيادة جبريل إبراهيم ما سمتها “انتهاكات قوات الدعم السريع في مدن وقرى شرق ولاية الجزيرة وسط السودان وممارستها القتل والسلب والاختطاف بحق المواطنين”.
وقالت الحركة في بيان إن ما وصفتها بـ”المجازر الدامية التي ترتكبها قوات الدعم السريع في شرق ولاية الجزيرة تتنافى مع الأخلاق والقيم الإنسانية وتعكس مدى دموية الدعم السريع وتعطشها لإزهاق أرواح السودانيين وإذلال وقهر المدنيين”.
الموقف الأمريكي
من جانبه، قال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو “نحن نتابع آخر الهجمات المروعة التي تشنها قوات الدعم السريع على المدنيين بولاية الجزيرة”.
وأضاف بيرييلو عبر حسابه على منصة “إكس”، أن “عمليات القتل والعنف الجنسي التي ترتكبها هذه القوات مروعة”.
وأردف أن الدعم السريع والجيش السوداني “يفشلان باستمرار في الوفاء بالتزاماتهما فيما يتعلق بحماية المدنيين، وسنواصل العمل ضد المسؤولين عن هذه الانتهاكات”.