الأزهر يعلق على “المجازر” في السودان.. والمبعوث الأمريكي يتهم “الدعم السريع” بذبح المدنيين

عائلة سودانية من دارفور عالقة على الحدود بين السودان وتشاد (رويترز)

أدان الأزهر الشريف “المجازر الوحشية” التي تشهدها مناطق عدة في السودان، لا سيما قرى في غرب وجنوب وشرق ولاية الجزيرة، والتي راح ضحيتها الآلاف -بينهم شباب وأطفال ونساء وشيوخ- بين قتيل وجريح ومفقود.

ووصف الأزهر، في بيان اليوم الاثنين، هذه الأعمال بأنها “جريمة إرهابية شنيعة” تستهدف المدنيين الآمنين، مؤكدًا أن قتل الأبرياء وترويعهم لأسباب سياسية تُعَد من “كبائر الذنوب” وفقًا لتعاليم الإسلام.

ودعا الأزهر المجتمع الدولي إلى “التحرك العاجل لدعم الشعب السوداني، ووقف هذه المذابح الوحشية، والعمل على محاسبة مرتكبيها”.

“مروع وفظيع”

بدوره، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيريلو إن ما يحدث في ولاية الجزيرة “مروع وفظيع”، متهمًا قوات الدعم السريع بذبح المدنيين واغتصاب النساء وقتل الأطفال.

وطالب بيريلو قوات الدعم السريع بالتوقف عن جميع الأعمال التي تنتهك الالتزامات التي قطعها محمد حمدان دقلو (حميدتي) ضمن مدونة قواعد السلوك لتحالف دعم السودان وإعلان جدة.

توثيق عمليات قتل جماعي

من جانبها، وثقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عمليات قتل جماعي وعنف جنسي واسع النطاق في ولاية الجزيرة.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل “أشعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف ضد الأطفال والأسر في ولاية الجزيرة بالسودان. تلقينا تقارير تفيد بوقوع العديد من عمليات القتل الجماعي والعنف الجنسي الواسع النطاق ضد النساء والفتيات، وتدمير المنازل وسبل العيش مروعة”.

وأكدت كاثرين أن “هذا العنف هو جزء من كارثة إنسانية هائلة من صنع الإنسان، قتلت وأصابت بالفعل الآلاف من الأطفال، وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص، وتركت ملايين آخرين في خطر شديد. أصبح السودان الآن موطنًا لأكبر أزمة نزوح وإنسانية في العالم”.

شهود عيان

وفي جولة ميدانية للجزيرة مباشر، روى شهود عيان جانبًا مما سمّوه “الأهوال” التي واجهوها في ولاية الجزيرة عقب اجتياح قوات الدعم السريع للعديد من مناطقها.

وأفاد الشهود بأن قوات الدعم السريع قامت بتهجير قسري للآلاف من المواطنين؛ مما اضطرهم إلى السير على الأقدام عشرات الكيلومترات، في ظل ظروف صحية وإنسانية شديدة الصعوبة.

وتفيد تقارير بأن قوات الدعم السريع نفذت حملات انتقامية في شرقي الجزيرة خلال الأيام الماضية، طالت أكثر من 30 قرية، وشملت الانتهاكات القتل العشوائي والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري ونهب ممتلكات.

وتأتي الحملة الانتقامية في أعقاب انشقاق قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش السوداني، في تطور مفاجئ أحدث ارتباكًا كبيرًا في الميدان.

ومنذ منتصف إبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان