إيهود باراك: هذا ما سيحدث لإسرائيل إذا قررت استهداف منشآت إيران النووية
مقابلة مع صحيفة الغارديان
قال رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك، إن من المرجح أن تقوم إسرائيل بشن غارة جوية واسعة النطاق على منشآت النفط الإيرانية.
وقال باراك، في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، إنه لا شك في أن هناك ردًّا عسكريًّا إسرائيليًّا على هجوم إيران، الثلاثاء، الذي شمل إطلاق أكثر من 180 صاروخًا باليستيًّا، تم اعتراض معظمها، وسقط بعضها على مناطق مكتظة بالسكان وقواعد عسكرية إسرائيلية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتساقط بسبب التلف والقصف.. أهالي جنوب لبنان يتداركون ما بقي من الزيتون (فيديو)
لبنانيون يشككون في مستقبل وقف إطلاق النار مع إسرائيل (فيديو)
ارتفاع عدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان
وأضاف باراك “لدى إسرائيل حاجة ملحّة، بل ضرورة، للرد. أعتقد أنه لا يمكن لأي دولة ذات سيادة على وجه الأرض أن تفشل في الرد”.
“ضربات انتقامية”
وعن الأخطار المحتملة لخيارات “الضربات الانتقامية” الإسرائيلية لإيران، أشار باراك إلى أن نموذج الرد الإسرائيلي يمكن رؤيته في الغارات الجوية التي نفذت، الأحد، ضد منشآت النفط ومحطات الطاقة التي يسيطر عليها الحوثيون في ميناء الحديدة اليمني، بعد يوم واحد من إطلاق الحوثيين صواريخ باتجاه مطار تل أبيب الدولي.
وتابع “أعتقد أننا قد نرى شيئًا من هذا القبيل. قد يكون هجومًا ضخمًا، وقد يتكرر أكثر من مرة”.
وأشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الخميس، إلى أنه كانت هناك مناقشات في واشنطن حول هجوم إسرائيلي محتمل على قطاع النفط الإيراني، لكنه لم يقدم أي تفاصيل أو يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم مثل هذا الهجوم.
“البرنامج النووي الإيراني متقدم جدا”
وأوضح باراك أن هناك أيضًا اقتراحات في إسرائيل بشأن الاستفادة من فرصة “الرد الانتقامي” على الهجوم الإيراني، لقصف المنشآت النووية الإيرانية، مستدركا بأن ذلك لن يؤدي إلى إبطاء البرنامج النووي الإيراني.
وأشارت الغارديان إلى أن باراك عندما شغل منصب وزير الدفاع من 2007 إلى 2013 تحت قيادة كل من إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو، كان من أبرز المدافعين في إسرائيل عن قصف المنشآت النووية الإيرانية، حيث حاول وفشل في إقناع الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما بتقديم الدعم العسكري الأمريكي للحملة.
لكن باراك الآن صار مقتنعا بحسب الصحيفة، بأن البرنامج النووي الإيراني أصبح متقدما جدًّا لدرجة أن أي حملة قصف لن تؤثر فيه بشكل كبير.
إيران على أعتاب القنبلة النووية
وقال باراك “هناك بعض المعلقين وحتى بعض الأشخاص داخل المؤسسة الدفاعية الذين طرحوا السؤال: لماذا لا نضرب البرنامج النووي العسكري؟”.
وأضاف “قبل أكثر من عقد من الزمن، كنت على الأرجح الشخص الأكثر تشددًا في القيادة الإسرائيلية، وكنت أعتقد أن ذلك يستحق التفكير بجدية، لأنه كان هناك قدرة فعلية على تأخيره لعدة سنوات”.
وأشار إلى أن الوضع قد تغير الآن، قائلًا “هذا ليس هو الحال الآن، فإيران أصبحت على أعتاب القنبلة النووية. ليس لديهم واحدة حتى الآن، وقد يستغرق الأمر عامًا ليحصلوا عليها، وحتى نصف عقد للحصول على ترسانة صغيرة. لكن عمليًّا، لم يعد من السهل تأخيرهم”.
كم يبلغ مخزون اليورانيوم لدى إيران؟
وتحت اتفاق نووي متعدد الأطراف تم توقيعه عام 2015، وافقت طهران على قيود صارمة على تخصيب اليورانيوم وعناصر أخرى من برنامجها مقابل تخفيف العقوبات، لكن ذلك الاتفاق تدهور بشكل ملحوظ منذ انسحاب الولايات المتحدة في ظل إدارة دونالد ترامب عام 2018.
أما الآن فقد أصبحت إيران، بحسب الغارديان، تمتلك مخزونًا من اليورانيوم المخصب يزيد بـ30 ضعفًا على الحد المتفق عليه عام 2015، وتقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي قريبة جدًّا من 90% التي تعدّ مادة قابلة للاستخدام في الأسلحة.
ويعتقد باراك أن هناك ضغطًا داخل حكومة نتنياهو للقيام على الأقل بهجوم رمزي على البرنامج الإيراني، على الرغم من أن رئيس الوزراء السابق يعتبر مثل هذه الإيماءة بلا جدوى.
اليوم التالي
وقال باراك “يمكنك إحداث ضرر معين، لكن حتى هذا قد يُنظر إليه من قبل بعض المخططين على أنه يستحق المخاطرة، لأن البديل هو الجلوس مكتوف الأيدي وعدم القيام بأي شيء”. وأضاف “لذا ربما سيكون هناك حتى محاولة لضرب بعض الأهداف المتعلقة بالنشاط النووي”.
وبينما يعتقد باراك أن ردًّا عسكريًّا إسرائيليًّا كبيرًا على الهجوم الإيراني العسكري الأخير أصبح الآن أمرًا لا مفر منه ومبررًا، فإنه يجادل بأن الانزلاق نحو حرب إقليمية كان يمكن تجنبه في وقت سابق، لو كان نتنياهو منفتحًا على خطة تدعمها الولايات المتحدة لجذب الدعم العربي لحكومة فلسطينية بعد الحرب في غزة لتحل محل حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال باراك “أعتقد أن الاستجابة القوية حتمية. هذا لا يعني أنه كان مكتوبًا في السماء قبل عام أنها ستحدث. ربما كانت هناك عدة فرص لتقليل هذا الصراع قبل أن يتحول إلى شيء مثل صراع شامل في الشرق الأوسط. ولأسباب لا يمكن تفسيرها بموجب أي تفكير استراتيجي، رفض نتنياهو أي نوع من المناقشة حول ما نسميه (اليوم التالي)”.
وختم باراك حديثه بالقول “لا أضع اللوم على نتنياهو في كل ما حدث. لكن مع ذلك، لدينا مسؤولية للتحرك وفقًا لمنطق معين يفهم الوضع الراهن والفرص المتاحة. هناك قول روماني قديم: إذا لم تكن تعرف أي ميناء تريد الوصول إليه، فلن تأخذك أي رياح إلى هناك”.