“تعودنا على النزوح منذ نكبة فلسطين”.. مسنّان لبنانيان يتحديان إسرائيل (شاهد)
“فشروا الأعداء يغلبونا”
لم تكن رحلة نزوح الحاج عبد الله سويد من بلدة الضهيرة، الواقعة على الشريط الحدودي في الجنوب سهلة، ولا الأولى في حياته.
كانت الرحلة صعبة ومحفوفة بالأخطار والأهوال وصولا إلى صيدا، حيث استقر مؤقتًا في مركز لإيواء النازحين داخل مدرسة “متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية” مع عائلته على أمل العودة قريبًا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحزب الله يرصد نحو 60 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل
تساقط بسبب التلف والقصف.. أهالي جنوب لبنان يتداركون ما بقي من الزيتون (فيديو)
لبنانيون يشككون في مستقبل وقف إطلاق النار مع إسرائيل (فيديو)
ليس النزوح الأول
بحرقة لا تخلو من حسرة، قال سويد للجزيرة مباشر “لقد تعودنا على النزوح من بلدتنا الضهيرة، التي تجاور بلدتي (يارين وعلما الشعب الحدوديتين)، منذ نكبة فلسطين، وغالبا ما تكون فترة النزوح لمدة أسبوع أو أسبوعين، لكن هذه المرة مختلفة”.
وأشار إلى الاعتداءات التي شنتها إسرائيل على لبنان على مرّ العقود السابقة وأكبرها اجتياح لبنان عام 1982، ويوليو/تموز 1993 ويونيو/حزيران 1966 وتموز 2006 وما بينهما.
ويضيف “هذه المرة الخسائر في بلدتنا كبيرة، فقد تم قصف 110 منازل وتدمير نحو 65 منزلا تدميرا كاملا مع كل الأثاث والممتلكات حتى أشجار الزيتون لم تسلم”، ورغم ذلك، فإن الحاج على اقتناع بأن العودة حتمية كما كانت في كل مرة.
حالة لا تحتمل
ووسط الباحة الداخلية، تقف الحاجة أم محمد ذهني، من بلدة طورا لتصف هول الغارات الجوية الإسرائيلية على البلدة والقرى المجاورة وتقول “اعتقدنا في البداية أنها ضربة هنا وأخرى هناك، ولكنهم قطعوا الطرقات ودمروا البيوت فنزحنا”.
أُصيبت الحاجة ذهني في عدوان 2006، وتقول “حتى اليوم لا أسمع جيدًا بأذني”، وتنقل عن النازحين الجدد أن الدمار كبير جدا، وتضيف “لقد تركنا وراءنا دمارا ولكن اليوم الحالة لا تحتمل”.
ورغم كل الدمار، فإن الحاج عبد الله سويد والحاجة أم محمد ذهني وآلاف الجنوبيين يعيشون باقتناع مطلق بأنه مقابل كل نزوح هناك عودة حتمية وقريبة.
“فشروا يغلبونا”
وقالت الحاجة أم محمد بفخر “صحيح تشردّنا من الجنوب، لكن لو نريد نصب خيمة فوق التراب سننصبها حتى لا نخرج من الوطن، إذا مفكر العدو غلبنا عشان هجّرنا، ففشروا يغلبونا”.
في المركز نفسه، رُفعت لافتة عند المدخل الرئيسي كُتب عليها “لن نترك فلسطين”، تعبيرًا عن وقوف لبنان ومقاومته مع غزة في معركتها.
كما ينهمك المتطوعون داخل مركز الإيواء في حمل بعض المساعدات، وفي إعداد سندويشات الفطور، ويتجول نازحون بين أروقة الصفوف، ويسألون كل قادم عن الأخبار العاجلة أو الجديدة.