رئيس وزراء اسكتلندا المستقيل حمزة يوسف يتهم بريطانيا بالنفاق وازدواجية المعايير (فيديو)
وجه حمزة يوسف، رئيس وزراء اسكتلندا الأسبق، انتقادات شديدة للسياسات البريطانية والغربية تجاه لبنان، في ظل الصمت الغربي غير المسبوق أمام إصرار إسرائيل على توسيع الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وتكثيف عدوانها على لبنان خلال الأيام الماضية بعد أن ارتكبت فظائع إنسانية في قطاع غزة طوال عام كامل.
ومن أمام مقر رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر في العاصمة لندن، أكد حمزة يوسف في خطاب ألقاه أمام مسيرة حاشدة تجاوز عدد المشاركين فيها 250 ألف متظاهر، ضرورةَ حظر تصدير الأسلحة لإسرائيل وضرورة التصدي للتوغل الإسرائيلي بالمنطقة.
وتعد هذه المسيرة، التي انطلقت أمس السبت، هي المسيرة الـ20 منذ بدء العدوان على غزة، ورفع المشاركون فيها شعارات عدة من بينها “ارفعوا أيديكم عن لبنان”، وطالبوا الحكومة البريطانية بالتدخل الفوري لوقف العدوان وحظر تصدير الأسلحة لإسرائيل بشكل كامل.
نفاق وازدواجية في المعايير
وخلال لقاء خاص مع الجزيرة مباشر، على هامش المسيرة، وجّه رئيس وزراء اسكتلندا المستقيل اتهامات شديدة للحكومة البريطانية بـ”ازدواجية المعايير” و”النفاق” في التعامل مع الأزمات الإنسانية في المنطقة، مطالبًا بوقف فوري للقتال في لبنان وتقديم المساعدات العاجلة للشعب اللبناني. وصرح يوسف: “بالنسبة لي، ما نراه من حكومة المملكة المتحدة، هو نفاق تام لا شك فيه”.
وأضاف: “ما يحدث في لبنان هو ما رأيناه في غزة في العام الماضي: قتل المدنيين الأبرياء وقصف المستشفيات، لهذا قلت لرئيس الوزراء كير ستارمر لا تتصرف بازدواجية معايير ونفاق، يجب أن تتساوى حياة الإسرائيلي مع حياة العربي، يجب أن تطالب بإنهاء المذبحة وإنهاء الظلم، وتوقف بيع جميع الأسلحة التي ترتبط بهذه الفظائع للحكومة الإسرائيلية”.
وأوقفت الحكومة البريطانية في الثاني من سبتمبر/ أيلول العمل بـ30 رخصة تصدير أسلحة إلى إسرائيل فقط من أصل 350 رخصة صادرة بالفعل، استُخدم منها 100 منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتمثل رخص السلاح التي جرى وقفها نسبة ضئيلة من إجمالي رخص تصدير السلاح لإسرائيل، وهو ما اعتبره الخبراء والمناصرون للقضية الفلسطينية غير كاف. وتحتج الحكومة البريطانية بأن باقي الرخص يجري تصديرها لمصانع ذات مصالح دفاعية دولية، وهو ما عرقل تنفيذ الحظر الكامل.
يجب مساواة لبنان بأوكرانيا وإسرائيل
الجزيرة مباشر سألت يوسف حمزة ما إذا كان لبنان له حظ أوفر في الدعم الدولي مثل نظيرتها أوكرانيا بدل من أن تكون فلسطين أخرى ليضمن لبنان حق الدفاع عن النفس المكفول بالقوانين الدولية.
أجاب يوسف: “بالنسبة لي، لبنان، أو أي دولة في العالم، يجب أن تكون بنفس مستوى الإمدادات من حيث علاقتنا بأي حكومة أخرى، مثلها مثل حكومة إسرائيل نفسها. لذلك، لا يمكنك إمداد إسرائيل بالأسلحة وهم يرتكبون المزيد من جرائم الحرب مرارا وتكرارا. يجب أن نتأكد من أن الأبرياء في لبنان يمكنهم الدفاع عن أنفسهم، لأن هناك آلاف الأطفال الأبرياء الذين قُتلوا وهم ليسوا مقاتلين من حزب الله”.
وأشار حمزة يوسف إلى الطفل اللبناني “الموسوي” الذي كان يرقد في وحدة العناية المركزة عندما قُتل، قائلاً إنه ليس مقاتلاً في حزب الله، وإنما ضحية بريئة للصراع المتصاعد في لبنان.
فقدان الأمل في السياسات البريطانية
وعن دور الحكومة البريطانية في تقديم المساعدات الإنسانية، أعرب يوسف عن تشاؤمه قائلاً: “فقدت الأمل في حكومة المملكة المتحدة، لا يتصرفون بنفاق فحسب، بل أعتقد أنهم يتصرفون ببشاعة، الأبشع على الإطلاق هو ازدواجية المعايير التي يمكن أن نراها جميعًا في المجتمع الدولي، لو كان أولئك الذين يُقتلون في لبنان أو غزة من ذوي الشعر الأشقر والعيون الزرقاء من الأوربيين، لكانت إسرائيل قد توقفت منذ أشهر عديدة”.
وتصدر يوسف وزوجته نادية النكلة، الفلسطينية الأصل، مواقع التواصل الاجتماعي في بداية العدوان على غزة، حيث عانت عائلة قرينته من الحصار والقصف في الأيام الأولى قبل أن تنجح الجهود الدولية في إخراجهم من غزة، وقد نقلت النكلة معاناة أهلها وأهل غزة بشكل مباشر من خلال عدة مقابلات وبث حي على قنوات دولية، لتساهم بوصفها زوجة رئيس وزراء اسكتلندا في حينها في تسليط الضوء على التقاطع السياسي والاجتماعي والثقافي في معاناة الفلسطينيين، قبل أن تجبره خلافات سياسية على التقدم باستقالته من منصبه.