عام على حرب غزة.. كيف عاش حفارو القبور ويلاتها؟ (فيديو)

بعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لم يتوقف شلال الدماء يومًا، مؤذنًا لحفاري القبور ببناء قبر واحد كل ساعة.

ويعايش حفارو القبور ويلات الحرب بمختلف أشكالها، حيث أكد اثنان منهم أن الوضع “إجرام غير مسبوق، وحال مأساوي لا يمكن مقارنته بكل ما مضى على الفلسطينيين من حروب على مدار عقود طويلة”.

وتحدث سعدي بركة (63 عامًا) من داخل مقبرة دير البلح وسط قطاع غزة لـ “الجزيرة مباشر” عن دفنه أكثر من 22 ألف فلسطيني، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، 70% منهم أطفال ونساء، مؤكدًا “تصل لنا جثامين يصعب أن يتقبلها عقل بشري، فنادرًا ما تأتي كاملة؛ إما محترقة أو مقطّعة، وهذا يحرمني من النوم بسبب فظاعة ما أشاهده يوميًّا في المقبرة”.

وكان الرجل الستيني قد عمل في الظروف الطبيعية بمعدل 7 ساعات يوميًّا، لكن آلة القتل الإسرائيلية جعلته يعمل لمدة 12 ساعة متواصلة يوميًّا، عمل فيها على دفن “أطفال ونساء حوامل وعائلات بأكملها مُسحت من السجل المدني”.

ولكن الأكثر إيلامًا بالنسبة له، أن تأتي أجساد الأطفال بلا رؤوس أو بقايا أشلاء “في كثير من المرات أحتضن أكفانهم، وأبكي من حسرتي عليهم”.

وأشار إلى أنهم اضطروا لحفر قبور جماعية لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الشهداء في ظل اكتظاظ المقابر وعدم توفر مواد خام لبناء القبور، موضحًا “يُدفن في المقبرة نحو 30 فردًا، وفي إحدى المرّات دفنت 67 جثمانًا دفعة واحدة”، وتابع “من المؤسف أن تجد الكلاب تنبش القبور، وهذا ما شاهدته بأم عيني”.

دفنتُ 28 من عائلتي في يوم واحد

ولا يختلف الحال كثيرًا عند حفار القبور طافش أبو حطب، الذي يعمل في المقبرة التركية غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، إذ لخص تجربته المؤلمة قائلًا “لا أنسى اليوم الذي كنت فيه بمغسلة الأموات أتجهز للذهاب إلى المقبرة، فإذ بجثمان ابني أمامي، فهل كان أحد يتخيل أن أكفن ابني وأدفنه بيدي؟”.

وأضاف طافش “دفنتُ 28 شخصًا من عائلتي في يوم واحد غالبيتهم نساء وأطفال، وكانوا أكوام لحم”. وبنبرة حزينة يختم مضيفًا “أنا إنسان من لحم ودم، ولي قلب ينبض ويشعر، ويراودني كثيرًا ترك هذه المهنة لقسوة ما أعاينه يوميًّا”.

وعلى وقع المشاهد الصعبة التي شوهدت منذ بداية الحرب، ذكر حفار القبور طارق أبو حطب أصعب ما لاقاه، قائلًا “جاء رجل يحمل مجموعة أكياس بلاستيك، ويقول لي: هذه أشلاء ابني أريد أن تدفنه، وإلى يومي هذا لم أستطع تخطي الموقف”.

وعن أكثر المجازر التي عايشها إيلامًا، قال “عندما قمنا بدفن جثث عائلة الأخرس، وعائلة أبو حطب، وعائلة أبو جلالة، لم أر جثة كاملة، جميعهم عبارة عن أشلاء”.

في حين اشتكى طارق من ازدحام المقابر “قبل الحرب كان هناك 60 قبرًا فقط في المقبرة، والآن وصل عدد القبور إلى ما يقارب 15 ألف قبر، حتى وصلنا إلى حال دفن الجثث على رصيف الطريق”.

دفنتُ ابني بيدي

بدوره، قال حفار القبور جهاد شمالي “في بعض الأحيان نضطر لدفن أكثر من جثة داخل قبر واحد، لا توجد مساحة، ولا تستطيع جميع العائلات دفع ثمن أكثر من قبر”.

ويتألم جهاد على ما قاسى من تجربة فقدان ابنه، بقوله “دفنتُ ابني بيدي بعدما استطعت بصعوبة الحصول على جثته بعد انسحاب دبابات الاحتلال من المنطقة”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان