رمز المقاومة في الضفة.. استشهاد المسن “أبو هليل” على يد جنود الاحتلال بمنزله

الشهيد أبو هليل يتحدى جنود الاحتلال
الشهيد أبو هليل يتحدى جنود الاحتلال (منصات التواصل)

استشهد المسنّ الفلسطيني زياد أبو هليل (66 عاما)، فجر اليوم الاثنين، جراء اعتداء عنيف من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك أثناء اقتحام منزله في بلدة دورا جنوب الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

وقد ازدان جسده بـ136 إصابة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مواجهة واشتباك على مدار 7 سنوات.

وعلى مدار سنوات طويلة، شكَّل الفلسطيني زياد موسى “أحمد أبو هليل” رمزا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.

وتوجت مسيرته فجر اليوم الاثنين بـاستشهاده، بعد أن اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية منزله في بلدة دورا جنوبي الخليل بالضفة الغربية المحتلة واعتدت عليه بالضرب المبرح.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان بـاستشهاد المواطن زياد أبو هليل بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه أثناء اقتحام منزله في دورا جنوب الخليل.

رمز للمقاومة

وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للشهيد أبو هليل وهو يتحدي جنود الاحتلال الإسرائيلي بصدره العاري لمنعهم من استمرار إطلاق الرصاص على الشباب الفلسطيني المنتفض غضبًا ورفضًا للانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى المبارك في منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل.

وفي الفيديو يصرخ أبو هليل على جنود الاحتلال باللغة العبرية “أنتم جبناء، أنتم خنازير، لماذا تقومون بإطلاق النار على شبان عزل، هذه الأرض لنا”.

أبو هليل كان أبًا لـ9 أبناء و6 بنات، وأتقن اللغتين الإنجليزية والعبرية، وفي حوار سابق لموقع الجزيرة مباشر حكى أبو هليل: كيف ازدان جسده بـ136 إصابة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مواجهة واشتباك على مدار 7 سنوات، لافتًا إلى أنه كان مرابطًا في المسجد الأقصى المبارك وعانى كافة أشكال الاعتداء اللفظي والبدني.

بهمش

“أبو هليل” كان أحد كبار رجالات العشائر في محافظة الخليل، والحاضر الدائم في الفعاليات ضد الاحتلال واستيطانه والمناضل العنيد الذي لا يهدأ، رغم محاولات اعتقاله التي تجاوزت 8 مرات.

وقال أبو هليل للجزيرة مباشر إنه عانى الضرب والقمع والإصابات وتلقى الكثير من قنابل الغاز السامة، وأكد أنه لا تكاد تخلو فعالية فلسطينية من حضوره وبصمته المميزة.

وفي عام 2015 اشتهر أبو هليل بكلمة بهمش (لا يهم) التي قالها بشكل عفوي خلال تصديه للجيش الإسرائيلي في الخليل.

وآنذاك قال أبو هليل لجندي “أنا يرشقون عليّ (المتظاهرون) التفاح والموز، وأنت يرشقون عليك الحجارة والأحذية”. ثم قال الجندي: “انظر حج يرشقون الحجارة”. فأجابه أبو هليل: “بهمش”.

اعتداء همجي

وعن استشهاد زياد أبو هليل، قال نجله مراد لوكالة الأناضول: “بحث والدي عن الشهادة بين الأزقة والشوارع، ولكنه نالها في بيته”.

وأضاف موضّحًا: “عند الثالثة من فجر اليوم اقتحمت قوة إسرائيلية مدججة بالأسلحة منزل والدي وعاثوا فيه خرابا، واعتدوا عليه بالضرب المبرح بصورة همجية، بما فيها على صدره، الأمر الذي أدى إلى استشهاده”.

ونفى مراد أن يكون والده مريضا، وقال “كان والدي بصحة جيدة ولم يعان من أي مرض”.

وشدد على أن والده قاوم الاحتلال في منزله، ولكنه كان أعزل لا يحمل السلاح أمام قوة إسرائيلية مدججة بالسلاح قتلته. ولفت الابن إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول قتل والده قبل نحو شهر في بلدته دورا.​​​​​​​

وتزامن استشهاد زياد مع الذكرى السنوية الأولى لبدء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على غزة.

وباستشهاده يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 743، إضافة إلى حوالي 6200 جريح، ونحو 11100 معتقل.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان