أسهم في كتابة “خطة الجنرالات”.. إنهاء خدمة عقيد إسرائيلي انتقد إدارة الجيش للحرب على غزة

كشف كيفية تعامل جيش الاحتلال مع النقد الداخلي

العقيد الإسرائيلي حيزي نحاما (مواقع إسرائيلية)

أوقف جيش الاحتلال خدمة احتياط أحد عقدائه، وذلك بعد أيام من انتقادات شديدة وجَّهها الجنرال لطريقة تعامل الجيش الإسرائيلي مع المساعدات الإنسانية خلال العمليات العسكرية في غزة.

وأعرب العقيد حيزي نحاما، العامل في سلاح المشاة، بصورة متكررة عن استيائه من سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على توزيع هذه المساعدات، مما يعيق -حسب رأيه- جهود الجيش في تحقيق أهدافه.

وأشار إلى أن استمرار حماس في التحكم بالمساعدات الإنسانية يجعل من الصعب هزيمتها، مؤكدًا ضرورة تغيير هذا الوضع لتحقيق نتائج ملموسة.

الجيش الإسرائيلي لايزال يحقق في حادث التسمم الذي تعرض له طلبة يتدربون بمركز عسكري
الجيش الإسرائيلي (رويترز)

تساؤلات عن قدرة جيش الاحتلال

وتقول مصادر صحفية إسرائيلية إن تعليق الخدمة يثير تساؤلات عن قدرة جيش الاحتلال على احتمال الانتقادات الداخلية، حيث ذكرت مصادر إخبارية أن الجيش قد توقف عن استدعاء نحاما، منذ يوليو/تموز الماضي، إلى الخدمة الاحتياطية.

ويعكس تعليق خدمة العقيد نحاما التوتر القائم بين القيادة العسكرية الإسرائيلية والنقد الداخلي، ومدى تأثير ذلك على ثقة الأفراد بالمنظومة العسكرية.

“التغيير يجب أن يأتي من الخارج”

وأفادت مصادر إخبارية إسرائيلية بأن نحاما واصل التعبير عن انتقاداته للسياسات المتبعة في الحرب. وفي مقابلة مع راديو (103 FM) تساءل العقيد “لماذا أوقفوني؟ هذا السؤال لا ينبغي توجيهه لي. لقد تلقيت تلميحات مفادها أن ما أقوله يحمل الكثير من الانتقادات، وهذا لا يتماشى مع الخدمة العسكرية النشطة”.

وأوضح العقيد الموقوف عن العمل أنه رغم احترامه لكبار ضباط الجيش، فإنهم لم يتقبلوا نقده، الذي وصفه بالنقد البنّاء، وهذا ما دفعه إلى إطلاق انتقاداته خارج الإطار الرسمي. وأضاف “حتى يونيو/حزيران الماضي، خدمت لأكثر من 250 يوم خدمة احتياط، وخلصت إلى أن التغيير يجب أن يأتي من الخارج وليس من الداخل”.

أسهم في كتابة “خطة الجنرالات”

ووفقًا لما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية، فإن نحاما أسهم في كتابة “خطة الجنرالات” الهادفة إلى تجويع شمالي قطاع غزة وبتره عن سائر أرجاء القطاع، بالتعاون مع اللواء الإسرائيلي في الاحتياط غيورا آيلند.

وأضافت أن العقيد عمل بصفته المسؤول العسكري الإسرائيلي لمنطقة بيت حانون شمالي قطاع غزة. وأوضحت القناة أن قيادة الجيش رفضت إعادته إلى الخدمة العسكرية رغم طلبات عدة قدمتها وحدات مختلفة بهذا الصدد.

وأشار التقرير إلى أن “منتدى الضباط والمقاتلين”، وهو مجموعة غير رسمية تضم ضباطًا ومقاتلين سابقين وحاليين في الجيش الإسرائيلي، يهدف إلى مناقشة وتقييم سياسات وأداء الجيش الإسرائيلي، أكد أن تعليق الخدمة جاء لعدم قدرة الجيش على مواجهة انتقادات العقيد.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (الفرنسية)

تعامل جيش الاحتلال مع النقد الداخلي

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة معاريف أن العقيد حيزي نحاما أوضح في حديثه أن محاولاته للاتصال بأعلى المستويات في الجيش لم تلقَ استجابة ملموسة، وقال “لم أهدد قط برفض الأوامر، إنما أردت فقط توجيه الانتقاد”.

وأضاف أنه لم يرغب في إثارة الموضوع إعلاميًّا حتى أدرك أن لا أحد يرغب في تحمُّل المسؤولية أو معالجة المشكلة، مما دفعه إلى السماح بنشر القصة للعلن.

وجاء في تصريح الجيش في البداية أن “الموضوع قيد الفحص، وبتوجيه من القيادات”، ولكن لاحقًا أُلغي هذا التصريح وأصبح الرد مقتضبًا بـ”لا تعليق”. ويشير الموقف إلى تحديات في كيفية تعامل الجيش مع الانتقادات الداخلية وأثر ذلك في المناخ التنظيمي والإداري.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحافة إسرائيلية

إعلان