استهدفت علماء نوويين ووزراء إسرائيليين.. قراصنة إيرانيون ينشرون صورا وبيانات أمنية حساسة

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن قراصنة إلكترونيين يُعتقد أنهم “تابعون للمخابرات الإيرانية”، كشفوا البيانات الشخصية لعالم نووي إسرائيلي يعمل في مركز سوريك للأبحاث النووية.
ونشر القراصنة صورًا زعموا أنها التُقطت في سوريك، ولقطات شاشة تكشف عن أسماء مفترضة لعلماء نوويين آخرين مشاركين في مشروع مسرع الجسيمات في المنشأة، بحسب تقرير الصحيفة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsسرايا القدس تعرض مشاهد لقصف “سديروت” برشقات صاروخية (فيديو)
هيئة البث الإسرائيلية: المئات من جنود الاحتياط ينتقدون عدم وضوح أهداف الحرب على غزة
“الإنسانية في أحلك أوقاتها”.. الأونروا تحذر من تفاقم الجوع وتفشي الأمراض في غزة
وتابعت الصحيفة: “نشر القراصنة أنهم اخترقوا الحساب الشخصي للمدير العام السابق لوزارة الدفاع الإسرائيلية، ونشروا صورا ووثائق خاصة.. كما سربوا مواد شخصية تخص سفيرًا إسرائيليًّا حاليًّا وملحقًا عسكريًّا سابقًا في الولايات المتحدة، فضلا عن معلومات عن أفراد عائلات مسؤولين إسرائيليين كبار”.
وذكر التقرير أنه في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، نشر القراصنة نحو 30 صورة يُزعم أنها من سوريك، إلا أن التقرير قال إن “التحليل الدقيق يكشف أن الصور لم تُلتقط في سوريك أو ديمونا”.
وأضاف: “يبدو أن الصور تم الحصول عليها من الهاتف المحمول أو حساب البريد الإلكتروني للعالم النووي، وهي مرتبطة بعمله كخبير في السلامة الإشعاعية. كما نشر القراصنة صورة جواز سفره”.
وتابع “تضمنت المواد المسربة لقطات شاشة لأنظمة الكمبيوتر على ما يبدو من مشروع مسرع الجسيمات SARAF، الذي شارك فيه العالم، وكشفت عن أسماء علماء نوويين إضافيين”.

اختراق مركز أبحاث ديمونا
في مارس/آذار الماضي، أعلنت نفس المجموعة من القراصنة أنها “سرقت بيانات من مركز أبحاث النقب النووي في ديمونا، عبر اختراق خوادم البريد الإلكتروني الحكومية، وبينها خوادم مفوضية الطاقة الذرية الإسرائيلية”.
وأضافت الصحيفة: “حتى الآن، لم ينشر القراصنة سوى حوالي 30 صورة؛ مما يجعل من المستحيل التحقق مما إذا كانوا قد حصلوا بنجاح على معلومات داخلية من ديمونا أو سوريك”.
وقالت إن “المديرية الوطنية للأمن السيبراني رفضت التعليق وأحالت الاستفسارات إلى مكتب رئيس الوزراء، كما لم يقدم جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أي رد”.

ونقلت الصحيفة عن مكتب رئيس الوزراء قوله في رد نيابة عن مفوضية الطاقة الذرية: “بعد فحص شامل، فإن الصور والمخطط لا تنتمي إلى أي من منشآتها”.
وفيما يتعلق بلقطات الشاشة، قالت المفوضية إنها تضمنت “مواد تقنية تتعلق بمشروع إنشاء مسرع جسيمات في مركز سوريك للأبحاث النووية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الأشهر الأخيرة شهدت توجيه اتهام إلى عشرات الإسرائيليين بزعم العمل لصالح المخابرات الإيرانية لاستهداف مسؤولين إسرائيليين كبار، بينهم عالم نووي”.
وذكرت أنه “على الرغم من أنه غير واضح حتى الآن وجود أي صلة بين الاعتقالات والتسريب الحالي، فإن استهداف عالم إسرائيلي بنجاح، حتى لو كان مشاركًا في أبحاث نووية مدنية، يمثل انتصارا نفسيا كبيرا لإيران”.
عمليات مجموعة “حنظلة”
وكانت مجموعة “حنظلة”، قد ذكرت أنها اخترقت مركز “سوريك” للأبحاث النووية الإسرائيلية وسرقت 197 غيغابايتًا من البيانات.
وأعادت المجموعة نشر صور خاصة تقول إنها “سُرقت من هواتف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس، ووزير الخارجية السابق غابي أشكنازي، ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك”.
وتزعم مجموعة القرصنة أنها تمتلك اتصالات ورسائل بريد إلكتروني حساسة من هؤلاء المسؤولين، ولكن دون تقديم أي دليل.
وكانت “حنظلة” وراء هجوم إلكتروني على مركز شيبا الطبي قبل 3 أشهر، عندما سرقت بيانات من شركة تكنولوجيا حيوية مرتبطة بالمستشفى، واستهدفت المجموعة كيانات أخرى داخل إسرائيل، وغالبا ما نشرت البيانات المسروقة، في حين يبدو أن هدفها الأساسي هو الحرب النفسية على المجتمع الإسرائيلي.
وأكد مكتب نتنياهو، متحدثا نيابة عن لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، في بيان أن “الحادث معروف وقيد التحقيق. يحافظ مركز سوريك للأبحاث النووية على أعلى مستوى من بروتوكولات أمن المعلومات، بما يتماشى مع لوائح الأمن القومي”.
مركز سوريك
مركز سوريك للأبحاث النووية يخدم القطاعين المدني والأكاديمي، ويوفر البنية التحتية البحثية للشركات والجامعات، وتمتد أبحاثه إلى مجالات مثل سلامة الأغذية والبصريات الكهربائية وتطوير الليزر والتجارب النووية والكشف عن تلوث الهواء.
وتأسس المركز عام 1958 بدعم أمريكي، وهو لا يشارك في الأنشطة الدفاعية ولكنه يمثل أحدث مراكز الأبحاث العلمية الإسرائيلية. ويقع مركز سوريك للأبحاث النووية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بالقرب من قاعدة بلماحيم الجوية.