قمة الرياض تطالب مجلس الأمن بقرار ملزم لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات فورا (فيديو)

طالبت القمة العربية الإسلامية بالرياض مجلس الأمن الدولي بقرار ملزم لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية فورًا إلى قطاع غزة.

وثمّنت القمة جهود مصر وقطر، بالتعاون مع واشنطن، لإنجاز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، مع تحميل إسرائيل مسؤولية تراجعها عن الاتفاقات.

جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الإسلامية، التي دعت إليها وترأستها السعودية لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، اليوم الاثنين.

وأدان القادة المشاركون “العقاب الجماعي الذي تنتهجه إسرائيل، واستخدام الحصار والتجويع سلاحًا ضد المدنيين في غزة”، كما طالبوا بخطوات دولية فورية لإنهاء الكارثة الإنسانية.

كما نددوا بما “يتكشف من جرائم مروعة وصادمة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة”، مطالبين بـ”تحقيق دولي مستقل لمساءلة المتورطين”.

وجدَّد قادة الدول العربية والإسلامية تأكيد التمسك بسيادة “دولة فلسطين الكاملة على القدس الشرقية” التي يريد الفلسطينيون أن تكون عاصمة دولتهم المستقبلية.

وجاء في البيان الختامي للقمة “نجدّد التأكيد على سيادة دولة فلسطين الكاملة على القدس الشرقية المحتلة؛ عاصمة فلسطين الأبدية”، مضيفًا أن المسجد الأقصى “خط أحمر”.

ودانت القمة “الإجراءات العدوانية الإسرائيلية التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وتغيير هويتها”، وطالبت “المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقفها”.

وحذرت القمة من توسُّع رقعة العدوان الذي جاوز العام على غزة وامتد ليشمل لبنان، ومن انتهاك سيادة العراق وسوريا وإيران “دون تدابير أممية حاسمة وبتخاذل دولي”.

وندَّد القادة المشاركون بـ”الهجوم المتواصل” لإسرائيل على الأمم المتحدة، وجاء في البيان الختامي للقمة المشتركة أن القادة المجتمعين “يدينون الهجوم المتواصل لسلطات الاحتلال وممثليها على الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش”، في إشارة إلى “حظر عمل اللجان الدولية وأعضاء مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان والمقررين الخاصين من الدخول إلى أرض دولة فلسطين”.

السعودية: لن نسمح بتجاهل جرائم إسرائيل بغزة ولبنان

وتعهد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، اليوم الاثنين، بمواصلة “العمل بلا تعب دبلوماسي من أجل وقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة ولبنان”، مؤكدًا “عدم السماح بتجاهل جرائم تل أبيب”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ابن فرحان بختام القمة العربية الإسلامية غير العادية التي انعقدت في الرياض، وفق ما نقلته قناة الإخبارية السعودية.

وقال الوزير “في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تأتي هذه القمة تأكيدًا لاستكمال جهودنا المبذولة في وضع حد للجرائم الإسرائيلية”.

وأضاف “ناقشنا سبل تعزيز العمل العربي والإسلامي المشترك، ومواصلة التعاون مع المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب (الإبادة الإسرائيلية في غزة ولبنان)”.

وأكد الوزير أن العالمَين العربي والإسلامي “يشعران بالغضب مما يحدث في قطاع غزة، وهناك تقاعس من المجتمع الدولي ومؤسساته في القيام بواجباته تجاه القضية الفلسطينية”.

وأردف “لن نسمح للمجتمع الدولي بأن ينسى الحقيقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، ولن نسمح له بأن يتغافل عن الجرائم الإسرائيلية”.

قمة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان (غيتي)

وجدَّد وزير الخارجية السعودي تأكيد مواصلة جهود وقف إطلاق النار في المنطقة، قائلًا “سنواصل العمل على الوصول لوقف إطلاق النار، ولن نتعب من الدبلوماسية، وسنواصل العمل لأننا نؤمن بالسلام الذي نحتاجه ونستحقه جميعًا”.

وشدَّد على أن الحل الوحيد لهذا النزاع هو حل تنفيذ الدولتين، مضيفًا “ما نراه الآن هو أن عددًا من الدول في العالم مؤيدة لتنفيذ فكرة حل الدولتين”.

وأشار ابن فرحان إلى أن “تحقيق الدولة الفلسطينية هو المطلب الأساس، ولكن يجب ألا نغفل أن مئات آلاف من الفلسطينيين يعانون من الخوف والتهجير”.

واختُتمت القمة العربية الإسلامية بالرياض، التي انطلقت ظهرًا لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وجاءت القمة امتدادًا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت بالرياض في 11 من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وفق بيان للخارجية السعودية الأحد.

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان (غيتي)

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

كما أسفرت الحرب الإسرائيلية على لبنان إجمالًا عن 3243 شهيدًا و14 ألفًا و134 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 من سبتمبر/أيلول الماضي، وفقًا لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلَنة حتى مساء الاثنين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان