هآرتس: 6 دلائل تؤكد دعم إسرائيل لعصابات تنهب مساعدات غزة ونقلها إلى مستودعات الجيش

“منطقة النهب” تخضع لسيطرة كاملة من جيش الاحتلال

مداهمة شاحنة مساعدات وسط غزة (رويترز-أرشيفية)

كشف تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن 6 دلائل دامغة تؤكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعم، بشكل غير مباشر، عصابات مسلّحة تنهب شاحنات المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل قطاع غزة.

وتمنع إسرائيل إدخال معظم المساعدات، ضمن ضغوطها على الفلسطينيين، ولا سيما في محافظة شمال غزة، لتهجيرهم جنوبًا تحت وطأة الجوع والقصف الدموي.

وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، وأجبرت حرب الإبادة الجماعية نحو مليونين من مواطنيه، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

1- عمليات نهب ممنهجة

ونقلت هآرتس عن مصادر في منظمات إغاثية دولية عاملة بغزة -لم تسمها- أن جيش الاحتلال يسمح لمسلحين بنهب شاحنات المساعدات بغزة وابتزاز أموال حماية من سائقيها، وأضافت أن “المسلّحين منعوا قسما كبيرا من شحنات المساعدات التي تدخل غزة عبر معبر كرم أبو سالم”.

وأكدت أن “عمليات النهب ممنهجة ويغض الجيش الطرف عنها، وبما أن منظمات إغاثية ترفض دفع أموال حماية، فغالبًا ما تنتهي المساعدات في مستودعات تابعة للجيش”. وقالت الصحيفة إن “المساعدات تحتوي على مواد غذائية ومعدات يحتاج إليها سكان غزة بشدة”.

شاحنة تحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة عند معبر كرم أبو سالم (الفرنسية)

2- مهاجمة القوات التي تحمي المساعدات

وقالت المصادر للصحيفة الإسرائيلية إنه “في حالات عدة، حاولت آخر بقايا قوات الشرطة المحلية اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، لكن الجيش الإسرائيلي هاجم تلك القوات، التي يعتبرها جزءًا من حركة حماس”.

وكثيرا ما قتل جيش الاحتلال نشطاء فلسطينيين عندما كانوا يتولون عملية توزيع المساعدات الشحيحة للغاية، التي تدخل غزة، حيث تحاصر إسرائيل نحو 2.3 مليون يقطنون القطاع للعام الـ18.

ولمّحت الصحيفة “اليسارية” إلى أن الأمر متعمد من إسرائيل، وزادت “مشكلة العصابات المسلحة تفاقمت منذ أن سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر في مايو/أيار الماضي، وأغلقت مصر المعبر ردًّا على ذلك”.

3- رفض تمركز أي قوة شرطة في غزة

وتابعت “تقول جماعات الإغاثة إنه لا يوجد حل يسمح بوصول المساعدات إلى السكان من دون وجود قوة شرطة متمركزة في غزة، سواء فلسطينية أو دولية”، واستدركت “لكن الحكومة الإسرائيلية تريد أن يتولى الجيش مسؤولية توزيع المساعدات، بينما يعارض الجيش هذه الفكرة أيضًا”.

ووفق الصحيفة، “تمر الشاحنات الداخلة من معبر كرم أبو سالم عبر المنطقة الواقعة على طول الحدود المصرية، التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ثم تتجه شمالا نحو رفح، حيث تهاجمها العصابات”.

واستطردت “في الأسابيع الأخيرة، تزايدت السرقات إلى حد جعل الخرائط التي وزّعتها الأمم المتحدة تصنّف هذا المقطع من الطريق باعتباره عالي الخطورة”.

4- رفض مساعدة سائقي شاحنات

وفي دليل آخر على مساعدة إسرائيل غير المباشرة لهذه العصابات، قالت مصادر تعمل في غزة إن “الهجمات المسلحة تتم على بعد مئات الأمتار فقط من القوات الإسرائيلية”.

وأضافت الصحيفة “تقول منظمات إغاثية إن سائقي شاحنات تعرضوا لهجمات طلبوا المساعدة من الجيش لكنه رفض التدخل. كما منع سائقين آخرين من سلوك طرق بديلة ربما تكون آمنة نسبيًّا”.

ونقلت عن مسؤول كبير من إحدى المنظمات العاملة بغزة، لم تسمه قوله “رأيت دبابة إسرائيلية ومسلحا ببندقية كلاشينكوف على بعد مئة متر فقط منها، ضرب المسلحون السائقين وأخذوا كل الطعام”.

5- دفع رسوم حماية للعصابات

وأفادت مصادر للصحيفة بأن ضباطًا ينسقون أنشطة حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية والوحدة العسكرية المسؤولة عن المساعدات المقدمة إلى غزة “أوصوا السائقين بدفع رسوم الحماية للعصابات عبر شركة وسيطة”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على عملية توزيع المساعدات -لم تسمها- أن “العصابات توقف الشاحنات عبر حواجز مرتجلة أو بإطلاق النار على الإطارات، ثم تطلب (رسوم عبور) 15 ألف شيكل (4000 دولار). وأي سائق يرفض ذلك يخاطر بالتعرض للاختطاف أو سرقة محتويات شاحنته”.

وبشأن عدم تحرك الجيش لمنع نهب المساعدات، قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون للصحيفة إن “الجيش يفضّل عدم المخاطرة بمهاجمة أي شخص في محيط الشاحنات”. ويتناقض هذا ما فعله الجيش في السابق، إذ كثيرا ما قصف عمليات توزيع مساعدات ينفذها ناشطون متطوعون؛ مما أودى بحياة مئات الفلسطينيين.

6- منطقة النهب تخضع لسيطرة كاملة من الجيش

وأفادت الصحيفة بأنه “على بعد كيلومتر واحد من معبر كرم أبو سالم، وقبل الأحياء الشرقية من رفح بقليل، توجد منطقة يطلق عليها الجيش اسم (منطقة النهب)”.

وتابعت “وهذه هي المنطقة التي تجري فيها أغلب عمليات نهب شاحنات المساعدات، وهي تخضع لسيطرة كاملة من الجيش، ويتمركز جنوده على بعد مئات الأمتار فقط، وأحيانا أقل، من الحواجز التي تقيمها العصابات على الطريق”.

وزادت “كما تراقب القوات الجوية الإسرائيلية المنطقة باستخدام طائرات بدون طيار، في حين يراقب الجيش ما يحدث على الأرض. ويقول الجنود العاملون في غزة إنهم على دراية تامة بعمليات النهب، التي يقولون إنها أصبحت روتينية”.

المصدر : الأناضول

إعلان