واشنطن بوست: نتنياهو يُعد خطة لوقف إطلاق النار في لبنان “هدية لترامب”
إسرائيل تحدد شروطها
أكد رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو، في لقاء مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وجاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره في الولاية الأولى، أن إسرائيل تسارع إلى المضي قدما في اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، بهدف تحقيق فوز مبكر في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب.
وفي تقرير نشرته صحيفة الواشنطن بوست، ذكرت أن ترامب الذي أكد أثناء حملته الانتخابية وفي خطاب النصر أنه يريد إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، قال لنتنياهو في مكالمة هاتفية في أكتوبر/تشرين الأول “افعل ما عليك فعله” ضد حزب الله وحماس.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتساقط بسبب التلف والقصف.. أهالي جنوب لبنان يتداركون ما بقي من الزيتون (فيديو)
لبنانيون يشككون في مستقبل وقف إطلاق النار مع إسرائيل (فيديو)
ارتفاع عدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان
وقال نتنياهو إنه تحدّث إلى ترامب أكثر من مرة وإنهما اتفقا على أن هناك “فرصا كبيرة تنتظر إسرائيل، وكان على اتصال منتظم مع ترامب، وكان ديرمر على اتصال دائم بكوشنر، الذي ساعد في التوسط في اتفاقيات التطبيع بين أربع دول عربية وإسرائيل خلال فترة ولاية ترامب الأولى ويحافظ على علاقات شخصية ومالية مع المنطقة”.
خطط قيد الإعداد
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الإسرائيلي قوله إن المحادثات التي تمت في مقر إقامة ترامب في فلوريدا ركزت على اقتراح إسرائيلي بوقف إطلاق النار في لبنان، وأن هناك خططًا قيد الإعداد لتكثيف العمليات البرية في لبنان إذا انهارت المحادثات.
وأضاف أن شروط الاتفاق ستتطلب من مقاتلي حزب الله الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، شمال المنطقة العازلة التي تراقبها قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل)، وأن الجيش اللبناني سيتولى السيطرة على المنطقة الحدودية لفترة أولية مدتها 60 يومًا، تحت إشراف الولايات المتحدة وبريطانيا.
هدية لترامب
وقال المسؤول الإسرائيلي “هناك تفاهم على أن إسرائيل ستقدم هدية لترامب، وأنه في يناير/كانون الثاني سيكون هناك تفاهم بشأن لبنان”.
وقال فرانك لوينشتاين، المبعوث الخاص السابق للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في عهد الرئيس باراك أوباما “نتنياهو ليس مخلصًا لبايدن وسيركز بالكامل على كسب ود ترامب”.
وأضاف أن نتنياهو قد يهدف إلى التوصّل إلى اتفاق مؤقت مع بقاء بايدن في منصبه، ويترك التسوية النهائية لترامب ليحصل على الفضل فيها.
وقال يسرائيل زيف، رئيس مديرية العمليات السابق في قوات الاحتلال الإسرائيلية “هذه صفقة انتظر نتنياهو لتقديمها لترامب. لكن الانتظار كان له ثمنه”، في إشارة إلى استعادة حزب الله لقوته وتأثيره في الأسابيع الأخيرة، وسقوط المزيد من جنود الاحتلال في جنوب لبنان.
خطة السلام مع لبنان
تتشابه الخطوط العريضة للاتفاق الجارية صياغته مع تلك التي كانت في جولات سابقة من المفاوضات، وتتماشى مع رغبة ترامب المعلنة في إنهاء الحرب المتعددة الجبهات التي تخوضها إسرائيل، لكن الخطة لم تُقدَّم رسميًّا بعدُ إلى حزب الله.
ويدعو الاقتراح إلى تمكين الجيش الإسرائيلي من العمل عبر الحدود في حالة حدوث انتهاكات، وهو أمر غير مقبول بالنسبة للمسؤولين اللبنانيين.
وقد قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري “هل هناك عاقل يعتقد أننا سنوافق على تسوية أو حل يخدم مصالح إسرائيل على حساب مصالح لبنان وسيادته؟”.
وقال مقرب من حزب الله إن “شرط الحزب للتقدم في المفاوضات يبقى واضحًا: يجب منع إسرائيل من القيام بعمليات داخل الأراضي اللبنانية”.
وذكرت الصحيفة أن المشاورات التي أجراها نتنياهو مع ترامب قبل الانتخابات وبعدها تظهر مدى رهانه على نتائج التصويت ومدى حرصه على ضبط استراتيجيته للإدارة الجديدة.
دور روسيا
أشارت الصحيفة إلى أن هناك عاملًا جديدًا في خطة السلام الإسرائيلية للبنان، هو روسيا، التي اقترحت منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه عبر الطرق البرية السورية، وأن مسؤولين روسيين زاروا إسرائيل في 27 أكتوبر/تشرين الأول لمناقشة الخطة.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو، قام بزيارة سرية لروسيا لإجراء مناقشات متابعة.
وفي تعليقه على ذلك قال لوينشتاين “لا دور للروس الآن في عهد بايدن، ولكن يمكن أن يكون لهم دور كبير عندما يتولى ترامب منصبه”.