وول ستريت جورنال: توسيع إسرائيل عمليتها البرية في لبنان يهدد بحرب استنزاف طويلة الأمد
أشارت إلى تكتيكات “حرب العصابات”
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن إسرائيل وسّعت عمليتها البرية في جنوب لبنان، عبر توغّل قواتها في قرى بعيدة عن الحدود، في خطوة يرى بعض الخبراء الأمنيين أنها قد تؤدي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، أن قواته حقّقت تقدّمًا جديدًا في استهداف مواقع داخل جنوب لبنان للمرة الثانية على التوالي. وكان الجيش قد أعلن في اليوم السابق مقتل 6 من جنوده خلال اشتباك مع عناصر من حزب الله، في إحدى أكثر خسائر الجيش منذ بدء العملية البرية قبل أكثر من شهر.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحزب الله يرصد نحو 60 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل
تساقط بسبب التلف والقصف.. أهالي جنوب لبنان يتداركون ما بقي من الزيتون (فيديو)
لبنانيون يشككون في مستقبل وقف إطلاق النار مع إسرائيل (فيديو)
حرب العصابات
وأفاد تحقيق أوّلي أجراه جيش الاحتلال، أن الجنود الستة قُتلوا خلال مواجهة مع أربعة مقاتلين من حزب الله نفّذوا كمينًا داخل أحد المبانى، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الحادث يؤكد استمرار الخطر الذي تمثله تكتيكات “حرب العصابات” التي يعتمدها الحزب ضد القوات الإسرائيلية المتوغّلة.
ومع بداية العملية البرية، أوضحت إسرائيل أن الهدف الرئيسي لحملتها هو القضاء على وجود حزب الله على طول الحدود الإسرائيلية “وتدمير البنية التحتية التي بناها الحزب بدعم إيراني استعدادًا لغزو شمال إسرائيل”.
ووفقًا لمزاعم الجيش الإسرائيلي، فقد تمكنت قوات الاحتلال منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول من قتل مئات من مقاتلي حزب الله وتدمير قرى حدودية وأنفاق تحت الأرض، وتحقيق مكاسب ميدانية تضمّنت الاستيلاء على أسلحة متطوّرة مثل الصواريخ المضادة للدروع.
كما صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، يسرائيل كاتس، هذا الأسبوع، بأن الجيش وسّع عملياته البرية لتشمل استهداف مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الرئيسي، بالإضافة إلى أي مواقع ضرورية لتحقيق أهداف العملية.
تحذيرات من تصعيد أوسع
ويرى بعض المحللين الأمنيين، وفقا للصحيفة، أن هذا التصعيد يأتي في سياق محاولة إسرائيل تحييد تهديد الصواريخ المضادة للدروع التي يطلقها حزب الله باتجاه المستوطنات الإسرائيلية الحدودية؛ مما يسمح بعودة عشرات الآلاف من المدنيين الذين نزحوا من المناطق الحدودية.
وفي الوقت ذاته، يطلق حزب الله أكثر من 100 صاروخ يوميًّا نحو إسرائيل، ويستخدم الطائرات المسيّرة لاستهداف مواقع حساسة داخل إسرائيل.
ومع ذلك، يحذر آخرون من أن التوغّل العميق في لبنان قد يكون “مقامرة محفوفة بالمخاطر” تهدف للضغط على حزب الله للقبول بشروط إسرائيل لوقف إطلاق النار. وإذا رفض الحزب هذه الشروط، فقد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة صراع طويل داخل لبنان.
جهود وقف إطلاق النار
وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظل جهود مكثّفة من الولايات المتحدة للتوسّط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وأعرب مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى اتفاق قبل تولّي الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه في يناير/كانون الثاني المقبل.
وتقترح المبادرة المدعومة من واشنطن أن يسحب حزب الله جميع قواته وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني، مع تكليف الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الأممية بمنع عودته.
كما تسعى إسرائيل لضمان أن تتمكن من فرض هذا الاتفاق، إذا فشلت الأمم المتحدة والقوات اللبنانية في ذلك. وتشمل الشروط الإسرائيلية أيضًا منع الحزب من إعادة تسليح نفسه، بمساعدة روسيا على وقف تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية.