أسوشيتد برس: تحقيق يكشف إنشاء قوة فتاكة في مصنع روسي لمهاجمة أوكرانيا

توصل تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس إلى أن روسيا تقوم بتصنيع مئات من الطائرات المسيَّرة المصمَّمة لإرباك الدفاعات الأوكرانية أثناء محاولتها حماية نفسها من سلاح فتاك جديد، وأُطلِق على الخطة اسم “عملية الهدف الزائف”.

فقد نجح مصنع عالي التقنية بوسط روسيا في إنشاء قوة جديدة مميتة لمهاجمة أوكرانيا، تقوم على عدد صغير من طائرات مسيَّرة شديدة التدمير محاطة بأسراب ضخمة من الطعوم الرغوية الرخيصة.

وتهدف الخطة، التي أطلقت عليها روسيا اسم عملية “الهدف الزائف”، ولا يمكن للرادار أو القناصة أو حتى خبراء الإلكترونيات تحديد الطائرات المسيَّرة القاتلة في السماء.

مختبر الطائرات المسيَّرة

تُعَد منطقة ألابوغا في تتارستان، وهي مجمع صناعي يقع على بُعد نحو 1000 كيلومتر شرق موسكو، مختبرًا لإنتاج الطائرات المسيَّرة الروسية، وتم إنشاؤه عام 2006 لجذب الشركات والاستثمار إلى تتارستان، وتوسَّع بعد اندلاع حرب أوكرانيا عام 2022، وتحولت بعض القطاعات إلى الإنتاج العسكري، إذ أضيفت مبانٍ جديدة وجُددت مواقع قائمة، وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أسوشيتد برس.

ويقول ديفيد ألبرايت، من معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، إن الغرض الحالي لشركة ألابوغا هو إنتاج وبيع الطائرات المسيَّرة لوزارة الدفاع الروسية.

وتتمثل أقوى التعديلات في طائرة شاهد الإيرانية الأصل، التي تم تصميمها حتى الآن في المصنع، إذ تم تسليحها بقنابل حرارية معروفة باسم “القنابل الفراغية”.

وتمّت خطة تطوير الطائرات المسيَّرة غير المسلحة في ألابوغا أواخر عام 2022، وبدأ الإنتاج في بداية 2024، والآن ينتج المصنع نحو 40 طائرة مسيَّرة غير مسلحة يوميًّا، وحوالي 10 طائرات مسلحة لأنها أكثر تكلفة وتتطلب وقتًا أطول في الإنتاج.

القنبلة الفراغية

تُعَد القنابل الحرارية مثالية لملاحقة الأهداف الموجودة إما داخل المباني المحصنة أو في أعماق الأرض، فهي تخلق دوامة من الضغط العالي والحرارة تخترق الجدران الأكثر سمكًا، وفي الوقت نفسه تمتص كل الأكسجين في طريقها.

وطائرات ألابوغا الحرارية المسيَّرة مدمرة بشكل أكبر عندما تضرب المباني، لأنها محملة أيضًا بمحامل كروية لتسبب أقصى قدر من الضرر حتى بعد الانفجار الشديد الحرارة.

وهنا يقول سيرهي بيسكريستنوف، الخبير الأوكراني في مجال الإلكترونيات، إن المواد الباريومية استُخدمت لأول مرة خلال الصيف، وتشكل الآن ما بين 3% و5% من جميع الطائرات المسيَّرة.

وتتمتع هذه القنابل بسمعة مخيفة بسبب آثارها الجسدية حتى على الأشخاص الذين حوصروا خارج موقع الانفجار الأولي، مثل انهيار الرئتين، وسحق مقل العيون، وتلف الدماغ، وفقًا لآرثر فان كولر، الخبير في القانون الإنساني الدولي في جامعة فورت هير في جنوب إفريقيا.

الفوائد هائلة

يقول التقرير إن تكلفة طائرة مسيَّرة غير مسلحة أقل كثيرًا من تكلفة طائرة مسيَّرة مسلحة من طراز “شاهد” التي تُقدَّر بنحو 50 ألف دولار أمريكي، وهي تشكل جزءًا ضئيلًا من تكلفة صاروخ دفاع جوي غير مكلف نسبيًّا.

ويسمح طُعم واحد مزوَّد بكاميرا بث مباشر للطائرة بتحديد موقع الدفاعات الجوية الأوكرانية، ونقل المعلومات إلى روسيا في اللحظات الأخيرة من عمرها الميكانيكي. وقد أصبحت أسراب الطائرات محبطة للأوكرانيين.