مؤسسات مغربية في هولندا تتحرك ردا على أحداث أمستردام (فيديو)
للتعريف بدور المغاربة في بناء المجتمع عقب أحداث أمستردام
نظمت جمعيات ومؤسسات مغربية في العاصمة الهولندية أمستردام تجمعًا للتعريف بتاريخ المغاربة في أمستردام ودورهم في بناء وتعزيز الاندماج في المجتمع الهولندي.
ويأتي الاجتماع بعد أيام من أحداث أمستردام، التي شهدت اعتداءات من مشجعي نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي على الجاليات العربية والإسلامية في هولندا، بعد مباراة جمعت فريقهم مع فريق اياكس الهولندي، وشهدت أعمال عنف واسعة النطاق.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشهداء في هجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة
الاحتلال يفرج عن 18 اعتقلهم من غزة ولقطات ترصد لحظة وصولهم إلى خان يونس (فيديو)
“أكلنا الطحين بدوده”.. الجوع يدفع نازحي غزة إلى صناعة الخبز من أعلاف الحيوانات (فيديو)
وأكد ممثلون عن الجالية المغربية أن ما قامت به الجماهير الإسرائيلية هو أعمال شغب وعنف وخطابات عنصرية تجاه سكان المدينة.
كما أدانوا “تحيز وتواطؤ شرطة مدينة أمستردام، المسؤولة الأولى والمباشرة عن أمن المدينة وتأمين سلامة سكانها”.
وأبدوا استغرابهم، حسب بيان حصلت الجزيرة مباشر على نسخة منه، من “فسح المجال في وسائل الإعلام للأصوات الفاشية المعادية للمهاجرين والمغاربة بشكل خاص، التي استغلت الأحداث لتطالب بسن قانون يجرد المسلمين والمغاربة من الجنسية الهولندية في حال ثبتت عليهم تهم معاداة السامية”.
كما أكدت موقف الشعب المغربي الداعم للقضية الفلسطينية، ودعت “جميع أحرار العالم إلى التضامن وتشكيل جبهة عالمية لمناهضة الصهيونية وإنهاء الاحتلال لفلسطين، ومناقشة محاولات الحكومة اليمينية الحاكمة في هولندا فرض عقاب جماعي على المسلمين هناك، من خلال مجموعة من الإجراءات المتشددة التي تعتزم التصديق عليها”.
“مشجعو فريق مكابي السبب”
يقول الناشط المغربي أحمد حمام للجزيرة مباشر “من المؤسف جدًّا ما حدث في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني، قبل بداية المقابلة (المباراة) وبعد نهايتها”.
وتابع “أحداث الشغب التي وقعت، بعض وسائل الإعلام خرجت لتقول إن أفراد الجالية المغربية هم من كانوا السبب، وهذا كله كذب وافتراء، ولا أساس له من الصحة بتاتًا”.
وأضاف “كنت آنذاك حاضرًا وموجودًا، وعاينت عن قرب مجموعة من الأمور، وأريد أن أصرّح لكم بكل صدق وأمانة، بأن مشجعي فريق مكابي هم من قاموا بالاعتداء أولًا على سائق سيارة أجرة، وتلفّظوا بكلام قبيح، وفيه نوع من العنصرية والإهانة، كما دخلوا في مشادات كلامية مع بعض المجموعات، وحاولوا الاعتداء على أكثر من شخص”.
وأكد “نحن ندين وبشدة أعمال الشغب، نريد أن نعيش بسلام وطمأنينة، هناك تخوّف كبير أن مجموعة من العائلات، وأفراد الجالية المغربية والعربية المقيمة هنا في أمستردام، عندما انتشر الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، هناك مخاوف عند اللاجئين الذين لا يتوفرون على أوراق إقامة، وكذلك لدى بعض العائلات”.
“شعروا أن كرامتهم تُهان”
بدوره، قال عبده منبهي -ناشط مغربي ضد الإسلاموفوبيا- إن “فريق مكابي معروف بعنصريته وعنفه، وفي لحظة وصولهم بدؤوا في استفزاز المغاربة، واعتدوا على سائق تاكسي لأنه مغربي، إذ كسروا سيارته وضربوه”.
وتابع “بدؤوا بالهجوم على بعض المنازل التي عليها أعلام فلسطينية، فكانت هناك ردة فعل من الشباب المغربي، ليس ضد يهود أمستردام، لكن ضد مشجعي فريق مكابي الإسرائيلي الصهيوني، لأن المغاربة شعروا أن كرامتهم تهان”.
“الانتهازية السياسية”
وقالت نادية بو راس، مؤرخة متخصصة في تاريخ الهجرة المغربية “شاهدنا ليلة عنيفة جدًّا، وأعتقد أن الأحداث هي عبارة عن مزيج سام بين الشغب والعنصرية وبعض الملاحظات المعادية للسامية”.
وأضافت “أعتقد أن كل ذلك يفسر ما حصل في الأسبوع الماضي، ونحن نشهد على التداعيات السياسية لكل ما حصل في أمستردام”.
وتابعت “رأينا هذه الحكومة التي اقترحت سياسات عنصرية تستهدف المسلمين والهولنديين المغاربة، والذين يحملون الجنسيات المزدوجة، وهذه الحكومة تريد أن تصف معاداة السامية كعمل إرهابي، وهذا من شأنه أن يُفقد بعض المواطنين جنسياتهم”.
تسييس الأمور ونزع الجنسية
يقول بلال بن عبد الكريم، كاتب ومؤلف مغربي “نعيش الأيام المجنونة بعد أن قام مشجعو نادي مكابي في أمستردام بالتخريب، وبعد ذلك كان هناك ردود فعل من بعض الأشخاص الذين قالوا إن المغاربة تسببوا في ذلك”.
وأضاف “ما نراه الآن أن الحكومة الهولندية تحاول تسييس الأمر، لتصور ما حدث بأنه كراهية اليهود. الحكومة تعتبر أن اليهود وإسرائيل هما الأمر نفسه، وهذا غير صحيح”.
وأوضح “هناك يهود ضد الصهيونية، وهؤلاء الأشخاص لا يشعرون أن صوتهم مسموع. الحكومة تحاول أن تستغل هذه اللحظات حتى تجعل من المغاربة مواطنين من الدرجة الثانية، وهددت بتجريدهم من الجنسية”.
وأكد بلال أن “الحكومة الهولندية تحاول الآن أن تصنف ذلك إرهابًا. الجميع يكره معاداة السامية، لكن ما هو تعريف الحكومة لمعاداة السامية؟ يقولون إنها انتقاد إسرائيل، وهذه مشكلة كبيرة لأن هناك إبادة في غزة، وهناك متظاهرون سلميون يطالبون الحكومة بألا تتواطأ في هذه الإبادة، فكيف يتم وصفهم بالإرهابيين؟!”.