طفل في الثامنة يصبح رب أسرة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة (فيديو)
حمل الطفل الفلسطيني براء غبن (8 أعوام) إخوته على ظهره، ومشى بهم مسافات طويلة سعيًا لحمايتهم من القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، متحملًا عبء أسرته مع غياب أبيه وأمه بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وفي حديثه مع الجزيرة مباشر، قال براء “عمري 8 سنين، الإسرائيليون أخذوا أبوي من الحاجز، وأمي راحت قطر تعالج إخوتي المصابين، وأنا صرت لوحدي مع الصغار. لما أخذوا أبوي قدام عيوني، ما عرفت شو أعمل، صرت أمسك إيد أخوي الصغير وأختي، وضلينا نمشي مع الناس في الطريق وحدنا”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتعذيب عبر “فتحة الزنزانة”.. شهادات مروعة لمعتقلي غزة في سجن عوفر وتصعيد بحق الأسرى القصّر
في عملية مشتركة.. المقاومة تضرب بالهاون تجمّعات لجيش الاحتلال وسط غزة (شاهد)
“هنا الجهاد لا كذب”.. القسام تلتحم مع قوات الاحتلال وسط غزة وتجبرها على الانسحاب (شاهد)
وأضاف “كنت خايف كتير، بس كنت لازم أكون بدل بابا وماما، لما وصلنا لمخيم ملعب اليرموك، لقينا خيمة فيها أم عبد الرحمن، احتوتنا عندها، بس أنا كتير بخاف على أخوي وأختي، بنام وما بعرف إذا بكرة رح يضلوا جنبي”.
يتوقف براء فجأة بعد اختناق صوته بالبكاء، قبل أن يستأنف بصوت متقطع “أنا بس بدّي أبوي يرجع بالسلامة، بدّي يرجع عيلتنا مثل الأول، بس لما شفت الحاجز وأبوي راح، حسيت الدنيا كلها راحت”.
وقالت أم عبد الرحمن التي تتكفل بتربية الأطفال وضيافتهم في خيمتها “أنا نازحة في مخيم اليرموك، وما عندي مكان ثابت، لما دخل عليَّ براء وإخوته، ما قدرت أشوفهم هيك بدون أب ولا أم، احتويتهم عندي في الخيمة، بنام أنا وياهم على حرام واحد”.
وأبدت أم عبد الرحمن حزنها الشديد على براء وإخوته، وخصوصًا الرضيع (9 أشهر)، وقالت للجزيرة مباشر “ما عنده مين يرضّعه أو يهتم فيه، طول الليل بحسّهم ما بيناموا، بيفتقدوا حضن أمهم وصوت أبوهم، أحيانًا بشوفهم يبكوا وهم نايمين، وأحس بعجز كبير، لأنهم أطفال ما شافوا من الحياة إلا الحرب”.
وأوضحت أم عبد الرحمن أنها لا تمتلك الخيمة بل استضافها أناس آخرون، ليصبح عدد الأطفال الذين تهتم بهم داخل الخيمة الصغيرة ثمانية.