مقتل 20 من لصوص المساعدات بعملية أمنية شرق رفح وتقرير يكشف علاقة العصابات بجيش الاحتلال
العملية نفّذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية
أعلنت مصادر بوزارة الداخلية في غزة أن الأجهزة الأمنية، بالتعاون مع لجان عشائرية، نفّذت عملية أمنية واسعة شرق رفح جنوبي القطاع، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 فردًا من عصابات سرقة شاحنات المساعدات الإنسانية.
وأكدت المصادر، لقناة الأقصى الفضائية، أن هذه العملية لن تكون الأخيرة، بل تمثّل بداية لعمل أمني موسّع تم التخطيط له مسبقًا، ويهدف للقضاء على هذه الظاهرة التي أثّرت بشكل كبير في المجتمع وتسبّبت في بوادر مجاعة بالمنطقة.
اقرأ أيضا
list of 1 itemوأكدت الوزارة أن الأجهزة الأمنية ستتخذ إجراءات صارمة ضد كل من تورّط في هذه العمليات، مشددة على أن الحملة لا تستهدف أي عشائر بعينها، بل تسعى إلى استعادة الأمن والقضاء على الفوضى.
وأشارت الوزارة إلى وجود اتصالات بين بعض العصابات وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي قدّمت دعمًا لهذه العصابات عبر ضبّاط الشاباك لتغطية أعمالهم وتوجيههم. كما أوضحت أن العملية تمت بتنسيق مع الفصائل الفلسطينية وحظيت بمباركة وطنية واسعة.
لجنة المتابعة تثمن الجهود الأمنية
ومن جانبها، أشادت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، بالجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية لضبط اللصوص الذين يسرقون شاحنات المساعدات، معتبرة أن هذه العصابات تسهم في زيادة معاناة المواطنين وتكمل دور الاحتلال في تجويع الشعب الفلسطيني.
وأكدت اللجنة أنها طالبت مرارًا بتحرك سريع وحاسم ضد هذه العصابات، وأعربت عن دعمها الكامل للجهود الأمنية الرامية إلى تأمين إيصال المساعدات وتوزيعها بشكل عادل.
كما دعت التجار إلى الابتعاد عن الكسب غير المشروع الذي يزيد معاناة الشعب الفلسطيني، مجددة التأكيد على رفع الغطاء الوطني عن جميع المتورّطين في هذه الأعمال غير المشروعة.
وأكّدت اللجنة استعدادها لدعم كافة الجهود التي تحمي مصالح المواطنين وتضمن استقرار الجبهة الداخلية أمنيًّا واقتصاديًّا.
نهب منظم في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية
وفي تقرير لها، ذكرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أنه مع تصاعد أزمة الجوع في قطاع غزة، تعمل عصابات منظمة على سرقة المساعدات التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع، وفقًا لتقارير منظمات الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني.
وتشير الشهادات إلى أن هذه العصابات تنشط بحرّية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي؛ مما يعيق توزيع المساعدات بشكل كبير، خاصة في الجزء الجنوبي من القطاع، حيث يعيش معظم النازحين الفلسطينيين.
وذكر عمال الإغاثة وشركات النقل أن العصابات المسلحة ارتكبت عمليات قتل، وضرب، واختطاف بحق سائقي شاحنات المساعدات في محيط معبر كرم أبو سالم، وهو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات إلى جنوب غزة.
وثيقة أممية
ويقول شهود إن العصابات، التي كانت تدير عمليات تهريب السجائر سابقًا، تحوّلت الآن إلى سرقة الطعام والإمدادات الحيوية، ويرتبط بعضها بعائلات إجرامية محلية.
وحصلت الواشنطن بوست على مذكرة داخلية للأمم المتحدة تفيد بأن تلك العصابات “ربما تتمتع بحماية من قوات الجيش الإسرائيلي”.
كما أشارت المذكرة إلى أن أحد قادة هذه العصابات أنشأ “مجمعًا عسكريًّا” في منطقة تخضع لدوريات جيش الاحتلال؛ مما يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين تلك العصابات والقوات الإسرائيلية.