ألغام مضادة للأفراد.. واشنطن تزود أوكرانيا بسلاح جديد وعشرات المسيَّرات تضرب روسيا

قال مسؤول أمريكي لرويترز إن الرئيس جو بايدن وافق على إمداد أوكرانيا بألغام أرضية مضادة للأفراد، وهي خطوة قد تساعد في إبطاء التقدم الروسي في شرقي أوكرانيا خاصة عند استخدامها مع ذخائر أخرى من الولايات المتحدة.

وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تتوقع أن تستخدم أوكرانيا الألغام في أراضيها، موضحًا أنها تعهدت بعدم استخدامها في مناطق يسكنها مدنيون. وصحيفة “واشنطن بوست” هي أول من نشر هذا الخبر.

وذكر أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بألغام مضادة للدبابات طوال حربها مع روسيا، لكن إضافة الألغام المضادة للأفراد تهدف إلى إبطاء تقدم القوات البرية الروسية.

وقال إن الألغام الأمريكية تختلف عن الألغام الروسية لأنها “غير دائمة”، وتصبح خاملة بعد مدة محدَّدة سلفًا. وتحتاج هذه الألغام إلى بطارية لتنفجر، ولن تنفجر بمجرد نفاد البطارية.

أخطار ألغام الأفراد

يمثل الإعلان عن توفير الألغام المضادة للأفراد في أوكرانيا تغييرًا مفاجئًا في السياسة الأمريكية التي كانت قائمة منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

ومنذ الأيام الأولى للحرب، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بألغام مضادة للدبابات لإضعاف التفوق العددي لروسيا في المركبات المدرعة، لكن حتى الآن، لم تزود إدارة بايدن أوكرانيا بألغام مضادة للأفراد بسبب مخاوف بشأن الخطر الدائم الذي قد تشكله.

وفي يونيو/حزيران 2022، وبعد أربعة أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا، تعهدت إدارة بايدن بالحد من استخدام الألغام المضادة للأفراد.

معدات عسكرية بقيمة 100 مليون دولار

وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي “دسكا” التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الثلاثاء، إن واشنطن وافقت على بيع معدات وتقديم خدمات عسكرية بقيمة 100 مليون دولار إلى كييف، وأشارت إلى أن الصفقة من شأنها أن تعزز أمن أوكرانيا، وأنه تم تقديم إحاطة للكونغرس الأمريكي في هذا الصدد.

وأمس، استخدمت أوكرانيا صواريخ أتاكمز الأمريكية لضرب الأراضي الروسية، مستفيدة من تصريح منحته لها مؤخرًا إدارة بايدن المنتهية ولايتها في اليوم الألف للحرب، في خطوة رأتها موسكو إشارة واضحة إلى أن الغرب يريد تصعيد الصراع.

لافروف يتوعد

وتوعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو سترد على السماح لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي بأسلحة بعيدة المدى أمريكية الصنع.

وأكد لافروف أنه لم يكن لأوكرانيا استخدام الصواريخ ذات التقنية العالية دون مساعدة الأمريكيين، وشدَّد على أن موسكو “ستَعُد هذه مرحلة جديدة في حرب الغرب ضد روسيا، وسنرد وفقًا لذلك”.

العقيدة النووية الروسية

ودعا لافروف الغرب إلى الاطلاع على العقيدة النووية الروسية المحدَّثة لاستخدام السلاح النووي، وقال إن الأسلحة النووية هي قبل كل شيء وسيلة للردع ومنع نشوب حرب نووية “وهذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع هذا الوضع”.

وحسب العقيدة النووية الروسية المحدَّثة، إذا شنت دولة هجومًا صاروخيًّا باليستيًّا على الأراضي الروسية بدعم من دولة أخرى مسلحة نوويًّا، فإن لموسكو الحق بالرد نوويًّا. كما يمكن لروسيا استخدام هذا الحق أيضًا إذا تعرضت لهجمات بمسيَّرات أو طائرات حربية.

ووفقًا للتحديثات على العقيدة النووية، يُعَد العدوان على روسيا من دولة عضو في تحالف تطورًا يمكن أن يؤدي إلى رد نووي، ويُعَد جميع أعضاء التحالف الذي تنتمي إليه الدولة المهاجِمة طرفًا في العدوان المحتمل.

تحذيرات زيلينسكي

من جانبه، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، من أن بلاده “ستُهزم” أمام الجيش الروسي إذا قطعت عنها الولايات المتحدة المساعدات العسكرية، وذلك في الوقت الذي تخشى فيه كييف وحلفاؤها الغربيون أن توقف إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب هذه المساعدات.

وفي مقابلة أجرتها معه قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، أضاف زيلينسكي “بالطبع سنستمر في القتال. لدينا إنتاجنا، لكنه ليس كافيًا للانتصار، وأعتقد أنه ليس كافيًا للبقاء على قيد الحياة”.

وأكد أن “أكثر ما يهم هو الوحدة بين أوكرانيا والولايات المتحدة”، وأضاف أن ترامب يمكن أن يؤثر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب “لأنه أقوى بكثير من بوتين”.

توقف الخط الساخن

في سياق آخر، قال الكرملين، اليوم الأربعاء، إن خطًّا ساخنًا خاصًّا لنزع فتيل الأزمات بين روسيا والولايات المتحدة ليس مستخدَمًا حاليًّا في وقت تتزايد فيه الأخطار النووية بسبب تصاعد التوتر إلى أعلى مستوى منذ عقود بين موسكو والغرب.

والخط الساخن بين الكرملين والبيت الأبيض تأسس عام 1963، لتقليل احتمالات وقوع سوء التفاهم الذي أجَّج أزمة الصواريخ الكوبية في 1962، إذ يسمح بتواصل مباشر بين زعيمي البلدين.

ويقول دبلوماسيون روس إن الأزمة بين موسكو وواشنطن الآن مماثلة لأزمة الصواريخ الكوبية التي قرّبت البلدين إلى أقصى درجة في وقت الحرب الباردة من شن حرب نووية عمدًا، وإن الغرب يخطئ إذا ظن أن روسيا ستتراجع عن موقفها بشأن أوكرانيا.

عشرات المسيَّرات تهاجم روسيا

ميدانيًّا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت، خلال الليلة الماضية، 42 طائرة مسيَّرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية.

وأضافت في بيان أن 32 طائرة تم إسقاطها فوق مقاطعة بريانسك المتاخمة للحدود مع أوكرانيا، و5 طائرات فوق مقاطعة سمولينسك، وطائرتين فوق مقاطعة موسكو، وطائرة واحدة فوق كل من مقاطعات كورسك وأوريول وروستوف.

إغلاق السفارة الأمريكية

حذرت السفارة الأمريكية في كييف من “هجوم جوي كبير محتمل” اليوم، غداة توعد روسيا بالرد على إطلاق أوكرانيا صواريخ أمريكية بعيدة المدى على أراضيها.

وذكرت السفارة أنها “تلقت معلومات دقيقة بشأن هجوم جوي كبير محتمل في 20 من نوفمبر/تشرين الثاني”، مضيفة “كإجراء احترازي، سيتم إغلاق السفارة والطلب من موظفيها الاحتماء في أماكنهم”، وأوصت رعاياها بـ”الاستعداد للاحتماء فورًا في حال إعلان إنذار جوي”.

مدافع هاوتزر من كوريا الشمالية

من جهتها، أكدت هيئة الاستخبارات الكورية الجنوبية، اليوم الأربعاء، تصدير كوريا الشمالية دفعات إضافية من مدافع الهاوتزر ومنصات إطلاق الصواريخ إلى روسيا.

وقالت الهيئة، أمام لجنة الاستخبارات البرلمانية، إنها على علم بأن الجنود الكوريين الشماليين الذين تم إرسالهم إلى روسيا للمشاركة في الحرب في أوكرانيا شاركوا جزئيًّا في القتال بجانب وحدات البحرية والقوات المحمولة جوًّا الروسية.