صاحب “خطة الجنرالات” يكشف الخيارات المتاحة أمام إسرائيل في حربها على غزة
الهدفان الرئيسيان للحرب لم يتحققا
نشر موقع القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، مقالا للواء المتقاعد تمير هايمن، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، وصاحب “خطة الجنرالات” التي تقضي بحصار وتجويع شمالي قطاع غزة تمهيدا لإفراغه من سكانه.
قال هايمن إن الأنشطة العسكرية الحالية تشير إلى قرار استراتيجي لدى الحكومة الإسرائيلية تقضي بالبقاء في قطاع غزة لفترة غير محددة، مما يضع إسرائيل أمام تحديات كبيرة ويفرض نقاشا مجتمعيا بشأن تبعات هذا القرار.
اقرأ أيضا
list of 4 items“نهاية حماس تعني زوال إسرائيل”.. عالِم يهودي يدافع عن المقاومة في غزة (فيديو)
عودة 80% من النازحين رغم خروقات إسرائيل.. جنرال أمريكي في لبنان لمراقبة وقف إطلاق النار
“وداع الأصدقاء”.. مدير مستشفى كمال عدوان يبكي زميله الشهيد أحمد الكحلوت (فيديو)
وأشار هايمن إلى أن جيش الاحتلال حاليا “منتشر داخل قطاع غزة وحوله”، حيث أقام منطقة عازلة على طول الحدود تشمل “محور فيلادلفيا” ومنطقة عمليات قرب “محور نتساريم”، وهي مواقع تُستخدم قواعد انطلاق للغارات والعمليات الخاصة ضد المقاومة الفلسطينية.
وأضاف أن الهدف المعلَن من هذا التمركز هو القضاء التام على القدرة العسكرية لحركة حماس، ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب وقتا طويلا وجهودا كبيرة، وهو “ما يثير تساؤلات عن قدرة المجتمع الإسرائيلي والبيئة الدولية على تحمُّل هذا الوضع”، حسب قوله.
الهدفان الرئيسيان لم يتحققا
ذكر هايمن أن “هدفَي الحرب الرئيسيين لم يتحققا بعد، فلا تمّت استعادة الأسرى الإسرائيليين، فالضغط العسكري لم يحقق نجاحا حتى الآن، بل إنه قد زاد من الأخطار على حياتهم، ربما، مما يجعل المفاوضات الطريق الأكثر واقعية لاستعادتهم”.
أما بشأن إسقاط حكم حماس، فقد أشار هايمن إلى “غياب خطة عملية قابلة للتنفيذ”، خاصة في ظل رفض المجتمع الدولي ودول الخليج العربي التدخل في غزة دون وجود دور محوري للسلطة الفلسطينية، التي تَعُدها إسرائيل شريكا غير شرعي.
خياران أمام إسرائيل
طرح هايمن في مقاله خيارين لإسرائيل في أزمة غزة، الأول الاحتلال العسكري المباشر، وهو خيار فعال تكتيكيا، لكنه مكلف جدا سياسيا واقتصاديا، ويضع إسرائيل تحت ضغوط دولية شديدة.
والثاني هو خيار “الفوضى الموجَّهة”، بما يعني استمرار الوضع الحالي دون إعادة إعمار غزة، مع ضمان استمرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر إسرائيل، وتكثيف العمليات العسكرية لإضعاف حماس تدريجيا.
وهذا الخيار، حسب هايمن، يعتمد على الوقت عاملا حاسما لإضعاف حماس وجعل وجودها في غزة غير ذي صلة.
وأشار هايمن إلى بعض “المزايا” التي يوفرها خيار الفوضى الموجَّهة، منها حرية العمليات العسكرية وتقليل التحديات السياسية المرتبطة بتحديد سلطة بديلة في غزة.
لكنه أكد أن “عيوب هذا الخيار تفوق مزاياه”، إذ يؤدي هذا الخيار إلى استنزاف مستمر للجيش الإسرائيلي، وتآكل في مكانة إسرائيل الدولية، وارتفاع حدة الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، فضلا عن تعريض حياة الأسرى للخطر.
وقف إطلاق النار
وختم هايمن مقاله بالإشارة إلى أنه رغم التحديات الهائلة التي يفرضها الخيار الراهن، فإنه من الأفضل لإسرائيل أن توقف إطلاق النار مؤقتا، وتمنح فرصة لاستعادة الأسرى قبل استئناف العمليات العسكرية.
وأضاف أنه إذا قررت العودة إلى العمليات العسكرية لاحقًا، رغم عدم ضمان نجاحها، فإنها تُعَد خطوة أخلاقية قد تعزز موقف إسرائيل على الصعيد الدولي، وتمنحها مبررا قويا لاستئناف القتال إذا لزم الأمر.