تدهور حالة مدير مستشفى كمال عدوان إثر إصابته.. ومئات ينزحون قسرا من الشجاعية (شاهد)
“إصابتي شرف لي”
أفادت مصادر للجزيرة مباشر، ظهر اليوم الأحد، بتدهور حالة الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان الواقع في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بعد إصابته مساء أمس من مسيّرة “كواد كابتر” أثناء عمله داخل المستشفى.
وقبل دقائق من تدهور حالته الصحية المفاجئ، ظهر أبو صفية، في مقطع فيديو عبر الجزيرة مباشر، مؤكدًا استقرار وضعه الصحي رغم إصابته جراء القصف الإسرائيلي على المستشفى.
اقرأ أيضا
list of 4 items“نهاية حماس تعني زوال إسرائيل”.. عالِم يهودي يدافع عن المقاومة في غزة (فيديو)
عودة 80% من النازحين رغم خروقات إسرائيل.. جنرال أمريكي في لبنان لمراقبة وقف إطلاق النار
“وداع الأصدقاء”.. مدير مستشفى كمال عدوان يبكي زميله الشهيد أحمد الكحلوت (فيديو)
وأعرب مدير مستشفى كمال عدوان، عن عزمه مواصلة تقديم الخدمة الطبية للمصابين، لكن تطورات غير متوقعة طرأت بعد وقت قصير، لتضع حالته الصحية في دائرة القلق.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر طبية، للجزيرة مباشر، بأن الطبيب أبو صفية يتلقى العلاج من الطاقم الطبي في المستشفى نفسه، بينما يجري تقييم حالته الصحية. وأضافت المصادر أن طائرات مسيَّرة من نوع “كواد كابتر” ألقت قنابل على المستشفى، مما أدى إلى إصابة الطبيب وعدد من العاملين معه.
“إصابتي شرف”
وقال أبو صفية في تصريحات مؤثرة عقب إصابته مساء السبت جراء استهداف المستشفى من الطائرات الإسرائيلية “أُصبت وأنا في مكان عملي، وهذا شرف لي. دماؤنا ليست أغلى من دماء زملائنا أو المواطنين الذين نخدمهم، ولن توقفنا هذه الهجمات عن مواصلة رسالتنا الإنسانية”.
وأضاف “رغم كل الظروف، سنبقى نقدّم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين، حتى في ظل انعدام المستلزمات والأدوية. نحن نعمل بأقل من الحد الأدنى، ومع ذلك سنواصل العطاء مهما كلفنا الأمر. استهداف المستشفيات والطواقم الطبية بشكل يومي هو جريمة بحق الإنسانية، لكننا لن نتراجع”.
وختم أبو صفية بقوله “أمام العالم الصامت والمجرم بحق ما يحدث في شمال قطاع غزة، سنبقى صامدين في أماكننا، نقدّم الخدمة لكل من يحتاجها. هذه الإصابات والدماء التي نزفها هي جزء من ثمن نضالنا الإنساني، وسنعود للخدمة حتى آخر نفَس”.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة اعتداءات متصاعدة من الاحتلال الإسرائيلي على مستشفيات شمالي القطاع، حيث تعرَّض مستشفى كمال عدوان للقصف مرات عدة، إلى جانب استهداف المناطق المحيطة به، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في المنطقة.
ويوم الجمعة، شهد المستشفى إصابة 12 شخصًا بينهم أطباء وممرضون وإداريون، جراء قصف إسرائيلي استمر ساعات واستهدف مرافق المستشفى، وسط انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق القطاع الصحي في غزة.
نزوح جماعي من حي الشجاعية
وفي الأثناء، اضطر مئات المواطنين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، أمس، إلى النزوح قسرًا نحو مناطق وسط وجنوب المدينة، بعد أن أصدر الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة مرفقة بتهديدات بقصف الحي.
وشهدت المنطقة نزوحًا لعشرات العائلات التي غادرت سيرًا على الأقدام، حاملين أمتعة بسيطة وأغطية، في ظل نقص حاد لوسائل النقل بسبب ندرة الوقود وتدمير الاحتلال آلاف السيارات خلال اجتياحاته البرية المتكررة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواجه سكان غزة معاناة مستمرة نتيجة النزوح القسري، حيث يجبرهم الاحتلال على مغادرة أحياء سكنية تمهيدًا لقصفها. وحسب تقارير أممية، فإن قطاع غزة بأكمله لا يحتوي على مناطق آمنة، إذ تشمل الاعتداءات كل أنحاء القطاع، بما فيها المناطق التي زعم الاحتلال أنها “آمنة”.
وتشير الإحصاءات إلى أن العدوان خلَّف أكثر من 148 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، إضافة إلى كارثة إنسانية تتمثل في دمار شامل ومجاعة أودت بحياة عشرات من الأطفال وكبار السن.