من قلب لندن.. مبادرة تجمع 150 ألف دولار لإحياء التعليم الطبي في غزة
رسالة تضامن عالمية
تمكَّن تجمُّع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا من جمع أكثر من 150 ألف دولار لدعم طلبة الطب في غزة ضمن مبادرة أكاديمية “جيم” (GEM).
جاء ذلك خلال يوم أكاديمي متكامل عُقد بالكلية الملكية للطب في لندن، أمس السبت، تحت عنوان “إحياء التعليم الطبي في غزة: التحديات والحلول”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاستشهاد الصحفية إيمان الشنطي وعائلتها بقصف للاحتلال في غزة
سرايا القدس تبث مشاهد لعملية مشتركة مع القسام استهدفت مركز قيادة للاحتلال (فيديو)
حماس تعلق على انضمام أيرلندا إلى دعوى “الإبادة الجماعية” ضد إسرائيل
وناقش المؤتمر العقبات التي تواجه التعليم الطبي في القطاع نتيجة الحصار والدمار الممنهج، وتخللته جلسات نقاشية وعروض أكاديمية تناولت الابتكار والشبكات الدولية كوسيلة لدعم هذا القطاع.
وقال الجرّاح الاستشاري في مستشفى وريل الجامعي ورئيس لجنة المؤتمر الدكتور حسام الدين عدوان “من خلال مشاركتكم اليوم، أنتم تغذّون شعلة الأمل، ليس فقط للطلبة وأعضاء هيئة التدريس، بل لكل سكان غزة”.
استثمار في مستقبل غزة
وأشار الدكتور محمود اللوباني، استشاري جراحة القلب والصدر ورئيس أكاديمية (بال ميد)، إلى أهمية المبادرة قائلًا “الأموال التي جمعناها اليوم ستُخصَّص لدعم طلبة الطب في غزة ضمن برنامج (جيم). هذا البرنامج يُعَد استثمارًا في مستقبل غزة بأكملها، ويهدف إلى تأهيل كوادر طبية تخدم المجتمع في ظل هذه الظروف الصعبة”.
وأضاف اللوباني أن المبادرة، التي انطلقت في يونيو/حزيران الماضي، نجحت في تسجيل أكثر من 210 طلاب وطالبات، بمشاركة أكثر من 1000 متطوع دولي يقدّمون الدعم عبر منصة تعليمية متكاملة.
تحديات التعليم الطبي في غزة
وركزت جلسات المؤتمر على التحديات التي تواجه كليات الطب في غزة، حيث تعاني جامعتا الأزهر والإسلامية نقصًا حادًّا في الموارد ودمار البنية التحتية.
وأوضح الدكتور أنور الشيخ خليل، عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية، أن “الدمار الذي لحق بالبنية التحتية لا يهدد فقط مستقبل الطلبة، بل مستقبل النظام الصحي بأكمله في غزة”.
وأشار إلى أن 2500 طالب وطالبة كانوا مسجَّلين في كليات الطب قبل الحرب الأخيرة، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه القطاع الطبي.
رسالة تضامن عالمية
وشهد المؤتمر حضور شخصيات دولية بارزة، مثل البروفيسور مادس جيلبرت، الطبيب النرويجي المعروف بدعمه الإنساني لغزة، والدكتور حسام زملط، سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة، الذي أكد أن التعليم هو وسيلة للصمود الفلسطيني.
كما شارك طلبة من غزة عبر تقنية “الفيديو”، وتحدثت الطالبة لينا أبو هين عن الأخطار اليومية التي يواجهها الطلبة للوصول إلى المستشفيات للتدريب السريري.
وعبَّر الطالب طارق عبد الجواد عن امتنان الطلبة للدعم الدولي، قائلًا “هذا الدعم يمثل مصدر إلهام لنا لمواصلة تعليمنا وخدمة مجتمعنا”.
عشاء خيري لدعم المبادرة
واختُتم اليوم الأكاديمي بفعالية عشاء خيري، جُمع خلالها أكثر من 150 ألف دولار لدعم طلبة الطب، كما جرى تسليط الضوء على أهمية مواصلة هذه الجهود لتحقيق أهداف برنامج “جيم” في بناء مستقبل أفضل للقطاع الطبي في غزة.
وتُعَد أكاديمية “بال ميد” الذراع التعليمية لتجمُّع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا.
وتعمل الأكاديمية، التي أُسّست عام 2022، على تقديم برامج تعليمية وتدريبية متقدمة بالتعاون مع جامعات ومؤسسات دولية، بهدف تعزيز الرعاية الصحية للفلسطينيين.
ويسعى تجمُّع الأطباء الفلسطينيين من خلال هذه الجهود إلى حماية التعليم الطبي في غزة ضمن الصمود الفلسطيني أمام التحديات الهائلة التي يفرضها الحصار والاحتلال.