“البحر والاحتلال علينا”.. أمواج البحر تجرف أطفال النازحين وخيامهم في مواصي خان يونس (فيديو)

جرفت أمواج البحر خيام النازحين على طول ساحل مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، مما ضاعف من مأساتهم الإنسانية، مع موجة البرد الشديد والأمطار الغزيرة التي ضربت القطاع المنكوب أصلا بالحرب والحصار الإسرائيليَّين.

ومع نقص الملابس الدافئة، لم يجد النازحون سبيلا للتخفيف من البرد القارس سوى بلف أنفسهم بالبطانيات المتاحة لديهم، في محاولة يائسة لحماية أنفسهم من الرياح الباردة التي جعلت أوضاعهم أكثر صعوبة.

وبألم كبير قال النازح سعيد القصاص، متحدثا من وسط الخيام المهترئة المبللة، للجزيرة مباشر “البحر غدّار، قبل الكارثة هذه كنا نطالب الناس بدنا خيام تؤوينا، لكن لا حياة لمن تنادي. والله العظيم الليلة كانت أسوأ ليلة أشوفها بحياتي، كانت ليلة كارثية، كان منخفض مش طبيعي، البحر دخل علينا لفوق، الخيام راحت وتدمرت تحت الأرض”.

وتحدثت النازحة آمال أبو صقر عن لحظة دخول مياه البحر إلى خيامهم، قائلة “صرنا ندوّر على الأولاد في البحر، البحر أخذ البنت الصغيرة هاي اللي معي أم 4 سنين، ولحقناها على آخر لحظة، وأولادنا كانوا تحت الخيمة انهدت علينا، كل شي راح”.

وأضافت بحرقة “اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها، إيش بدنا نعمل؟ وينكم يا عرب؟ وينكم يا مسلمين؟ نلاقيها من العرب، ولا من اليهود، ولا من البحر”.

ومن داخل خيمتها الغارقة، قالت صبيحة البرديني “شوفوا حالنا السيئ كيف صار؟ وين بدي أروح أنا وأولادي؟ بدي أعيط على حالي، شوفونا يا عالم يا بشر!”.

وأعرب العديد من النازحين للجزيرة مباشر عن مدى سوء أوضاعهم وتفاقمها يوما بعد يوم، معبّرين عن قلقهم وتوترهم من المستقبل المجهول بسبب عدم توفر أساسيات الحياة، ووجهوا نداء إلى دول العالم والدول العربية كي ترأف بحالهم وتعمل على وقف الحرب المستعرة، مطالبين بتوفير الاحتياجات اليومية وتوفير الملابس الثقيلة التي ستقيهم برد الشتاء القارس.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، صباح الاثنين، تلف نحو 10 آلاف خيمة للنازحين جراء المنخفض الجوي، وأشار إلى أن 81% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام.