“هذا أقسى منفى”.. فتاة من غزة تصف معاناة النازحين بزجل مؤثر (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر أوضاع النازحين من شمالي قطاع غزة، وتفاقم معاناتهم ومأساتهم، وتضرر مئات الخيام التي يعيشون فيها جراء الرياح والأمطار.

وأعرب عدد من النازحين، في حديث مع الجزيرة مباشر، عن جوانب من مأساتهم ومعاناة أطفالهم بسبب عدم وجود مأوي آخر يلجؤون إليه.

وعبَّرت فتاة نازحة عن آلامها والمعاناة التي تعيشها بهذا الزجل الذي رددته وهي تبكي، قائلة:

هذا منفى وأقسى منفى.. هنا العين اللي ما تغفى.. هنا البرد القاسي يُمَّه.. هنا ضلوعي اللي ما تدفى.. في العري كيف أشفى؟

أنا عايش في وطني غريب.. بصحرا فيها تعذيب.. مكبَّل مقيَّد بإيدينا.. ها العذاب اللي يصيب

عندي ألم وعندي غم.. وتعبي عني ما يغيب.. وعندي هم الله وكيل.. شيء بيخلّي الراس يشيب

بس ما تفكر بالحكم القاسي.. بترعبني وبتهز إحساسي.. ما انا فلسطيني يا جاهل.. دوما بعزة رافع راسي.. شفت المؤبَّد عندي سهل.. لو بتحرمني من شوفة ناسي

لو بتحكم بالهوايل وبالعذاب وبالمآسي.. بالقيود وبالسلاسل وبالعزل وبشبح الكراسي.. بهذا حكمك ما اني سائل.. هذا وطني وما اني ناسي

أني المحكوم المؤبَّد.. اسمع مني اسمع اسمع.. السماء بالغيم تلبّد.. بس لا بد الشمس تسطع

اكتب الشعر بقصصنا.. قد ما تقدر انشر اطبع.. ما المؤبَّد من عرفناه.. عند رجلينا جانا يركع

بس ما تمتحن عزم الشباب.. عنّا العزم موجود.. والسجن وقفول وباب.. ما تهز عزم أسود

زوّد على نار العذاب.. زوّد على القيود.. إضراب عن أكل وشراب.. إحنا أهل الزنود

يتلذذون بدمائنا

من جانبه، قال رب أسرة نازح للجزيرة مباشر مستنكرا خذلان الدول العربية والإسلامية لأهل غزة “إحنا في عالم غريب، ولا دولة عربية ولا دولة إسلامية، ولا واحد عنده ضمير صاحي إنه يقف معنا”.

وأضاف “اليوم إحنا على آهاتنا وعلى دمنا وعلى أسرانا والرجال الي تركناهم في الشمال، أقسم بالله ما قدرنا نسعفهم، هنا بيتلذذوا على دمائنا وكأنه بيفتح الشهية عندهم، إحنا إما بيشوفونا بنموت وبيشوفونا بنتشرد من مكان لمكان”.

وعن كيفية مواجهة هذه الأحوال المعيشية الصعبة، قال “الله اللي بيعطينا الصبر”.

وقال مستنكرا عدم مساندة الدول والشعوب لهم “لو واحد يتخيل حاله طالع في الشتاء ساعة، ما يقعدش 24 ساعة وفي الليل في خيمة مثل هذه (مشيرا إلى خيمة مهترأة) بتاكل وبتتحمم وبتنام فيها”.

وأضاف “في الليل في الشتاء بتروح على الممرات بين الرجلين، بنجلس تحت الركام، مين بيدور علينا؟ بيتلذذوا على دم الأطفال، لو تألموا كانوا بيحنوا علينا، كانوا بيضعوا حد للمجازر”.

وعن وضع الأطفال وسط هذه المأساة، قال “الأطفال بيموتوا من البرد، في الليل بنخلع ملابسنا ونلبّسها لصغارنا بس يدفوا، بس يعيشوا”.

وكشف غطاء إناء على نار، قائلا “أكل بنضحك عليهم، مياه وشوية مكرونة، لا يُسمن ولا يُغني من جوع، بس يعيشوا، إحنا عايشين في منفى”.

وتسببت الأمطار التي سقطت على قطاع غزة خلال الأيام الماضية في غرق 10 آلاف خيمة للنازحين، في حين حذرت بلدية مدينة غزة من انتشار الأوبئة بسبب اكتظاظ النازحين ونقص الموارد.