المعارضة السورية تعلن دخول مدينة حلب وتقدّمها في كافة المحاور (فيديو)

وسط اشتباكات عنيفة وساعات حاسمة

أعلنت فصائل المعارضة السورية دخولها مدينة حلب، بعد أن أفادت في وقت سابق اليوم الجمعة، بالسيطرة على 70 نقطة وقرية في ريفي حلب وإدلب، منذ إطلاقها عملية عسكرية ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد فجر الأربعاء الماضي.

وقالت المعارضة السورية إنها سيطرت على بلدة الحاضر الاستراتيجية جنوبي حلب، وذكرت إدارة العمليات العسكرية التابعة لقوات المعارضة أن مقاتليها سيطروا على مركز البحوث العملية في حلب الجديدة.

وقال مراسل الجزيرة مباشر إن قوات المعارضة دخلت حيي الحمدانية وحلب الجديدة، كما أعلنت السيطرة على الطريق الدولي “إم 5” الرابط بين المناطق الشمالية والجنوبية بعد معارك مع النظام. وأضاف أن عربة مسيرة مفخخة لفصائل المعارضة استهدفت قوات النظام على مداخل مدينة حلب.

تصريح أبو محمد الجولاني

وأعلن أبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام، بدء دخول قواته إلى مدينة حلب شمالي سوريا،.

وقال الجولاني في تسجيل مصور بثته غرفة العمليات المركزية التابعة للهيئة: “نبشركم بدأ الدخول إلى حلب المدينة”، مضيفًا أن الهدف هو “رفع الظلم” عن سكان المدينة.

وأشار الجولاني إلى إصدار تعليمات صارمة لمقاتليه بعدم دخول منازل المدنيين وتجنب أي تجاوزات، مؤكدًا على ضرورة تأمين السكان.

“تقدم في كافة محاور”

وقال مصدر مقرب من إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة، لوكالة الأنباء الألمانية، إن “قواتهم تواصل تقدمها على مختلف الجبهات الجنوبية والغربية والشمالية ودخلت حي الراشدين ومركز البحوث العلمية عند مدخل مدينة حلب الغربي والجنوبي”.

وأشار إلى “التقدم في كافة محاور المعارك في جنوب وغرب مدينة حلب والسيطرة على عشرات البلدات والقرى وأن القوات تعمل حاليا للسيطرة على مدينة سراقب في ريف إدلب الشمالي الشرقي بعد السيطرة على قرية معردبسة جنوب مدينة سراقب، فضلا عن السيطرة على بلدة العيس بريف حلب الجنوبي للوصول إلى مطار أبوظهور العسكري وقطع طريق خناصر منفذ قوات النظام إلى مدينة حلب”.

وكشف المصدر عن أن “الساعات القادمة سوف تكون المعارك عنيفة بعد وصول تعزيزات عسكرية من كلا الطرفين وحشد قوات النظام تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى ريف حلب عن طريق خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي وسط انهيار كامل لقوات النظام واغتنام عشرات الدبابات والعربات العسكرية ومقتل وأسر العشرات من قوات النظام”.

المعارضة تسيطر على أكثر من 500 كيلومتر مربع

وتمكنت قوات المعارضة، صباح اليوم الجمعة، من السيطرة على 14 قرية ونقطة في ريفي حلب وإدلب، وتمكنت من تحقيق تقدم باتجاه مدينة حلب، وذلك بعد أن تمكنت على مدار اليومين الماضيين من السيطرة على 56 نقطة وقرية.

ويشهد محيط مدينتي سراقب (إدلب) والنيرب (حلب) الاستراتيجيتين اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات النظام، وتتواصل الاشتباكات في ريف حلب الغربي، بينما تشهد المنطقة نزوحا لبعض السكان باتجاه العاصمة دمشق.

وتمكنت قوات المعارضة في الاشتباكات الأخيرة من السيطرة على بلدة عندان بريف حلب. وحتى صباح الجمعة بلغت المساحة التي سيطرت عليها المعارضة السورية في ريفي حلب وإدلب 550 كيلومتر مربع.

وفي المقابل قصفت الطائرات الروسية مقرا للمعارضة السورية المسلحة في مارع شمالي حلب، دون أن يتم تسجيل خسائر في الأرواح.

وقتل في الاشتباكات عدد كبير من جنود النظام السوري وأسر عدد كبير منهم، واغتنمت قوات المعارضة كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر.

ساعات حاسمة

ونقلت الوكالة الألمانية عن القائد العسكري بالقوات الموالية للنظام السوري في جبهات مدينة حلب، أبو محمود عمر، قوله “بدأت قوات الجيش السوري والقوات الموالية عملياتها لاستعادة المناطق التي خسرتها خلال اليومين الماضيين في مناطق ريفي حلب الغربي والجنوبي”.

وأكد أن “الساعات القادمة سوف تكون حاسمة بالنسبة للمعارك بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من الجيش السوري والقوات الرديفة ودخول سلاح الجو السوري الحربي والمروحي على ساحة العمليات العسكرية”.

من ناحيته، دعا الكرملين، السلطات السورية إلى “إعادة فرض النظام” بصورة “عاجلة” في محيط حلب التي تتقدم نحوها المعارضة، واعتبر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الهجوم المتواصل “اعتداء على سيادة سوريا”.

وكانت قوات النظام السوري قد استعادت السيطرة على مناطق ريف حلب وإدلب خلال بعد معارك مع قوات المعارضة، والاتفاقات التي تمت بين تركيا وروسيا وسوريا عامي 2017 و2018.

 

بيان جيش النظام السوري

بدوره أعلن جيش النظام السوري في بيان له أن قواته تواصل التصدي لهجوم واسع النطاق تشنه فصائل المعارضة المسلحة في ريفي حلب وإدلب. وقال البيان إن المهاجمين يستخدمون أسلحة ثقيلة ومتوسطة إضافة إلى طائرات مسيرة.

وأشار البيان إلى أن القوات الحكومية تمكنت من إلحاق خسائر في صفوف المهاجمين، مدعيًا تدمير عدد من الآليات والعربات المدرعة وإسقاط 17 طائرة مسيرة. وأكد البيان استمرار تعزيز نقاط الاشتباك بالعتاد والجنود، مشيرًا إلى استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت ما وصفه بـ”الخروقات”.

ودعا البيان المواطنين إلى عدم الاعتماد على ما وصفها بـ”الأخبار والتضليلات” التي تنشرها فصائل المعارضة، داعيًا إلى الاعتماد على ما يصدر عن وسائل الإعلام الرسمية التابعة للحكومة السورية.

يذكر أن هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد حدة المواجهات في شمال سوريا، حيث أعلنت فصائل المعارضة مؤخرًا عن تقدم في عدة محاور بريف حلب.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان