تقرير سري يكشف تحرّكا إيرانيا قد يغير موازين القوى النووية
خطوة تثير قلقا عالميا
كشف تقرير سري صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، أن إيران أبلغت الوكالة بخططها لتركيب أكثر من 6 آلاف جهاز طرد مركزي إضافي لتخصيب اليورانيوم في منشآتها النووية. كما تعتزم تشغيل المزيد من الأجهزة التي تم تركيبها بالفعل، في خطوة تثير قلقًا عالميًّا بشأن برنامجها النووي.
وأوضح التقرير تفاصيل إعلان إيران نيتها إضافة آلاف الأجهزة بعد قرار أصدره مجلس محافظي الوكالة، المكون من 35 دولة، بناءً على طلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمستشار المرشد الإيراني: طهران تستعد للرد على إسرائيل
“سيعقّد الأمور”.. قرار غربي يدين إيران لدى وكالة الطاقة الذرية وطهران تحذر
نتنياهو يزعم إصابة جزء من برنامج إيران النووي جراء غارات إسرائيلية
وتسعى إيران من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز قدراتها في تخصيب اليورانيوم؛ مما قد يؤدي إلى تسريع عملية التخصيب وزيادة أخطار الانتشار النووي.
التخصيب وأبعاده السياسية والتقنية
وتُصرّ إيران على أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية، وتشكك القوى الغربية في هذا الادعاء، خاصة أن تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% يقترب من النسبة المطلوبة للأسلحة النووية وهي 90%. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المستوى لم تصل إليه أي دولة دون تطوير قنبلة نووية؛ مما يزيد التساؤلات -بحسب مراقبين- عن دوافع إيران الحقيقية.
ورغم أن إيران تنتج بالفعل اليورانيوم بنسبة 60%، فقد حددت مستوى التخصيب لأجهزتها الجديدة بنسبة 5% فقط، وهي نسبة منخفضة مقارنة بما هو قائم، وقد تُعد هذه الخطوة محاولة لتقديم تنازلات للقوى الغربية، لكنها تبقى قابلة للتغيير في أي وقت.
وتدير إيران حاليًّا أكثر من 10 آلاف جهاز طرد مركزي موزعة بين موقعي نطنز وفوردو تحت الأرض ومنشأة تجريبية فوق الأرض في نطنز. ووفقًا للتقرير، تخطط إيران لتركيب أكثر من 32 مجموعة جديدة، كل منها يتضمن 160 جهازًا، إضافة إلى مجموعة ضخمة تحتوي على 1152 جهازًا متطورًا من طراز IR-6، وهو عدد غير مسبوق في المنشآت الإيرانية.
مخاوف دولية حول منشأة فوردو
وتخضع منشأة فوردو، الواقعة تحت الجبال، لرقابة مشددة بسبب تخصيبها اليورانيوم بمستوى لا يقل عن 60%. وإضافة إلى فوردو، توجد محطة نطنز فوق الأرض، وهي المنشأة الأخرى الوحيدة التي تقوم بالتخصيب عند هذه النسبة المرتفعة.
وقبل أسبوع من اجتماع مجلس محافظي الوكالة، عرضت إيران وضع حد أقصى لمخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. لكن هذا العرض كان مشروطًا بعدم اعتماد المجلس قرارًا ضدها.
ورغم تباطؤ إيران في تخصيب اليورانيوم عند النسبة العليا، وفقًا للوكالة الدولية، فإن المجلس اعتمد قرارًا اقترحته القوى الغربية، يدعو إيران إلى تعزيز تعاونها مع الوكالة.
توسعات إضافية في موقع نطنز
وذكر التقرير أن إيران انتهت من تركيب آخر مجموعتين من أجهزة IR-2M ضمن دفعة من 18 مجموعة في منشأة نطنز الضخمة، مع خطط لتشغيل جميع هذه الأجهزة. كما أعلنت إيران نيتها تركيب 18 مجموعة إضافية من أجهزة IR-4، تحتوي كل مجموعة منها على 166 جهازًا.
وتخطط إيران لزيادة المجموعات الكاملة في منشأة نطنز التجريبية فوق الأرض، وهو ما يتيح إنتاج كميات أكبر من اليورانيوم المخصب. وإضافة إلى ذلك، تعتزم تركيب مجموعة كبيرة تصل إلى 1152 جهازًا من طراز IR-6، وهي أكبر مجموعة من نوعها حتى الآن.
وتثير هذه الخطط الإيرانية مخاوف دولية متزايدة بشأن التوجهات النووية لطهران. ورغم تصريحاتها المتكررة بأن برنامجها النووي سلمي، فإن زيادة أجهزة الطرد المركزي ومستويات التخصيب تعزز القلق من احتمال تطوير أسلحة نووية؛ مما يضع إيران تحت مزيد من الضغط الدولي.