نيويورك تايمز: لهذه الأسباب حققت المعارضة السورية تقدما سريعا غرب حلب

هل تغيّرت موازين القوى؟

أكبر تصعيد من جانب المعارضة السورية منذ عام 2020
أكبر تصعيد من جانب المعارضة السورية منذ عام 2020 (رويترز)

قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير نشرته، الخميس، إن قوات المعارضة السورية شنت هجوما على قوات النظام في غرب محافظة حلب أسفر عن السيطرة على قاعدة عسكرية تابعة للنظام في هذه المنطقة، فيما يعد أكبر تصعيد من جانب المعارضة السورية منذ سنوات.

وأضاف الصحيفة الأمريكية أن قوات من مختلف فصائل المعارضة، بما فيها هيئة تحرير الشام، تقدمت الأربعاء إلى مسافة 6 أميال من مدينة حلب، وتمكنت من الاستيلاء على أسلحة ومعدات كانت بحوزة قوات النظام السوري.

وأعلنت فصائل المعارضة السورية على منصة تليغرام أنها سيطرت الأربعاء على القاعدة 46، وهي أكبر قاعدة تابعة للنظام في المنطقة، وتمكنت من أسر مجموعة من العسكريين الموالين للنظام السوري، وسيطرت على مجموعة من القرى في غرب محافظة حلب.

على مسافة 5 كيلومترات من حلب

ونقلت الصحيفة عن تشارلز ليستر مدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد دراسات الشرق الأوسط، أنه “خلال 10 ساعات تمكنت مجموعة متنوعة من فصائل المعارضة المسلحة من الوصول إلى مسافة تقع على بعد 4 أو 5 كيلومترات من مدينة حلب التي لها أهمية بالغة”.

وتعد هذه هي أكبر هجمات تشنها قوات المعارضة السورية منذ عام 2020، حين تم الاتفاق بين تركيا التي تدعم قوات من المعارضة السورية، وروسيا التي تدعم نظام بشار الأسد، على وقف إطلاق النار في محافظة حلب.

وأوضحت ناتاشا هول، كبيرة الباحثين ببرنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن “إسرائيل عملت على إضعاف حلفاء النظام السوري مثل حزب الله وإيران”، وهو ما شكّل فرصة لقوات المعارضة.

وأشار ليستر إلى أن النظام السوري كان بمقدوره منذ سنوات التصدّي لهجوم مثل الذي قامت به قوات المعارضة مؤخّرًا، لكن هذه القوات، مثل هيئة تحرير الشام، “استثمرت بشكل مكثّف في التدريبات والعمليات الليلية”، وهو ما أحدث فارقًا في الهجوم الأخير.

حزب الله أضطر لسحب قواته من سوريا لمواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان
حزب الله اضطر إلى سحب قواته من سوريا لمواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان (غيتي)

تغيّر في موازين القوى

ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تقرير نشرته الخميس، عن نانار هواش المحلل المتخصص في شؤون سوريا في مجموعة العمل الدولية، وهي مركز دراسات مقره العاصمة البليجيكية بروكسل، أن “المعارضة السورية وجدت الفرصة سانحة لكي تختبر قوة خطوط المواجهة مع ضعف حزب الله، والضغوط على إيران، وانشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، لكنهم فوجئوا بنجاحهم فضغطوا بقوة أكبر”.

ووصف هواش الوضع بقوله إن المعارضة السورية “وجدت تغيّرًا في ميزان القوى”.

ونقلت الشبكة عن مصدر أمني تركي أن العملية التي قامت بها قوات المعارضة السورية في غرب حلب كان من المفترض أن تكون “عملية محدودة”، وذلك ردًّا على قيام قوات النظام والجماعات الموالية لها بقصف مدن حول حلب وقتل 30 مدنيًّا، غير أن “المعارضة توسّعت في عمليتها بعد أن هربت القوات الموالية للنظام من المدن المحيطة بحلب”.

فراغ خلّفه حزب الله

وأضافت “سي إن إن” أن محللين يرون أن “المعارضة السورية استغلت الفراغ الذي خلّفه حزب الله للتقدّم في سوريا”.

وأوضح هواش أنه خلال العام الماضي، “حوّلت قوات حزب الله تركيزها نحو إسرائيل، وسحبت قواتها من سوريا إلى لبنان”.

وأشار إلى أنه في ذات الوقت اقترب الرئيس السوري بشّار الأسد من الدول العربية وأصبح أقل انخراطًا في محور المقاومة.

وقال هواش إن “هدف حزب الله هو أن يكون له وجود ملموس في سوريا، وقد تضاءل هذا الوجود طوال العام الماضي بسبب سحب القوات مع التصعيد الإسرائيلي في لبنان”.

المصدر : سي إن إن + نيويورك تايمز

إعلان