منشور مفاجئ لروبرت كينيدي الابن: هذا ما سيفعله ترامب بمياه الشرب يوم إعلانه رئيسا

قال روبرت كينيدي الابن، الذي يُعَد من أبرز المؤيدين للمزاعم غير المثبتة في مجال الصحة العامة، أمس السبت، إن دونالد ترامب وعد بوضعه في مسؤولية المبادرات الصحية، وإنه سيدفع نحو إزالة الفلورايد من مياه الشرب في أول يوم له بالمنصب.

ويُذكر أن مادة الفلورايد تقوي الأسنان وتقلل من التسوس، عبر تعويض المعادن المفقودة أثناء الاستخدام الطبيعي، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. وقد عُدَّت إضافة كميات منخفضة من الفلورايد إلى مياه الشرب أحد أهم الإنجازات في مجال الصحة العامة خلال القرن الماضي.

وأعلن كينيدي هذا التصريح عبر منصة “إكس” إلى جانب مجموعة من الادعاءات بشأن تأثير الفلورايد على الصحة.

On January 20, the Trump White House will advise all U.S​. water systems to remove fluoride from public water. Fluoride is an industrial waste associated with arthritis, bone fractures, bone cancer, IQ loss, neurodevelopmental disorders, and thyroid disease. President…

— Robert F. Kennedy Jr (@RobertKennedyJr) November 2, 2024

“الرئيس يركز على يوم الانتخابات”

وكتب كينيدي “في 20 من يناير (كانون الثاني)، ستنصح إدارة ترامب جميع أنظمة المياه في الولايات المتحدة بإزالة الفلورايد من المياه العامة”. وأضاف أن ترامب وزوجته ميلانيا “يريدان جعل أمريكا صحية مرة أخرى”، مكررًا عبارة يستخدمها ترامب كثيرًا ويربطها بكينيدي.

ولم يتضح ما إذا كان كينيدي قد ناقش منشور يوم السبت مع ترامب أو مستشاريه. ولم ترد حملة ترامب مباشرة على هذا الأمر، كما لم يستجب متحدث باسم كينيدي لطلب الرد على استفسارات وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

وقالت دانييل ألفاريز، كبيرة مستشاري حملة ترامب “لقد تلقى الرئيس ترامب مجموعة متنوعة من الأفكار السياسية، إلا أنه يركز حاليًّا على الانتخابات يوم الثلاثاء المقبل”.

لكن المنشور المفاجئ وغير المتوقع على وسائل التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعاد إلى الأذهان الطريقة التي ميّزت فترة ترامب في البيت الأبيض، عندما كان يعلن سياساته عبر تويتر في جميع الأوقات تقريبًا.

“التفلور”

كما سلّط المنشور الضوء على مخاوف العديد من الخبراء بشأن كينيدي، الذي يروّج منذ مدة طويلة لنظريات غير مثبتة بشأن سلامة اللقاحات، وتأثيرها المحتمل على الصحة العامة في الولايات المتحدة.

ووفقًا لأسوشيتد برس، فقد أيَّد المسؤولون الفدراليون في عام 1950 إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب للحد من تسوس الأسنان، واستمروا في الترويج لذلك حتى بعد طرح منتجات معجون الأسنان المحتوية على الفلورايد في الأسواق بعد بضع سنوات. ومع أن الفلورايد يمكن أن يأتي من مصادر عدة، فإن مياه الشرب تبقى المصدر الرئيسي للأمريكيين، وفقًا للباحثين.

وفي عام 2015، خفّض المسؤولون توصياتهم لمستويات الفلورايد في مياه الشرب بسبب مشكلة “التفلور”، وهي حالة يمكن أن تتسبب في ظهور بقع على الأسنان، وباتت شائعة بين الأطفال الأمريكيين.

ثقة متوسطة

وفي أغسطس/آب، توصلت وكالة فدرالية إلى وجود “ثقة متوسطة” بوجود رابط بين التعرض لمستويات عالية من الفلورايد وانخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال، استنادًا إلى دراسات تناولت مستويات من الفلورايد تقترب من ضِعف المستوى الموصى به في مياه الشرب.

واستند قاضٍ فدرالي إلى تلك الدراسة ليأمر وكالة حماية البيئة الأمريكية بتعزيز تنظيم الفلورايد في مياه الشرب، مشيرًا إلى أن الأبحاث المتزايدة تشير إلى خطر غير مقبول قد يشكله الفلورايد على الأطفال.

وفي منشور له على منصة “إكس” السبت، أشار كينيدي إلى مايكل كونيت، المحامي الرئيسي الذي يمثّل المدعي في تلك الدعوى والمجموعة البيئية “فود آند ووتر ووتش”.

أبرز المؤيدين لترامب

ولم تتضح بعد طبيعة الدور الذي قد يؤديه كينيدي إذا فاز ترامب في الانتخابات. وكان كينيدي قد صرَّح أخيرًا بأن ترامب طلب منه “إعادة تنظيم” بعض الوكالات الفدرالية، بما في ذلك مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، والمعهد الوطني للصحة (NIH)، وإدارة الغذاء والدواء (FDA)، وبعض الوكالات التابعة لوزارة الزراعة.

وفي الوقت الحالي، أصبح كينيدي أحد أبرز المؤيدين لترامب، إذ يذكره ترامب كثيرًا بوصفه داعمًا له، وهو ما يُعَد لافتًا، لأن كينيدي ينحدر من سلالة ديمقراطية عريقة، فهو ابن وزير العدل السابق روبرت كينيدي وابن شقيق الرئيس الأسبق جون كينيدي.