فاجأها المخاض وقتلها الاحتلال في عربة الإسعاف.. تشتت أسرة من جباليا بعد استشهاد الأم (فيديو)

روى أفراد من عائلة “أبو سلمان” للجزيرة مباشر معاناتهم جراء حصار الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، الذي انتهى باستشهاد الأم وتشتت الأسرة.

قالت الطفلة تالا أبو سلمان، وهي تغالب دموعها “كنا في شمال القطاع، ولما بدأ الاحتلال اجتياح مخيم جباليا، أبوي راح على غرب القطاع، عشان يدور على مكان ننزح لإله، ولكن في نفس اليوم الاحتلال فصل الشمال عن باقي مناطق غزة، وظل أبوي بالغرب واحنا بالشمال”.

“مخاض الولادة”

وأضافت “بعد أسبوعين من حصارنا، أجا لأمي مخاض الولادة، وانجبرت تروح المستشفى هي وقريبتنا لحتى تولد، وضلينا أنا وإخواتي الأطفال لحالنا بالمدرسة اللي نازحين فيها، وفي نفس الليلة الاحتلال اقتحم المنطقة كلها ودخل علينا المدرسة وبدؤوا يقصفوا بشكل عشوائي”.

وتابعت باكية “بأعجوبة قدرنا نشرد من المدرسة على غرب القطاع عند أبوي، ولكن كنا ما بنعرفش إشي عن أمي وحتى أمي ما بتعرف إشي عنا بسبب انقطاع الاتصالات”.

ولم تستطع الصغيرة تالا الحديث بعدما تذكرت استشهاد أمها، لتتابع الحوار سماح أبو سلمان وهي قريبة للأم الشهيدة رغد أبو سلمان.

استهدفهم الاحتلال بقذيفة دبابة

وقالت سماح للجزيرة مباشر “بعد يوم من اجتياح الاحتلال للمنطقة، ولأنه الاتصالات مقطوعة قررت رغد ومولودها الانتقال لمستشفى قريب من المدرسة اللي كانوا أطفالها متواجدين فيها، لحتى تكون قريبة منهم، فهي ما بتعرف أنهم نزحوا”.

وروت سماح اللحظات الأولى لاستشهاد قريبتها رغد بقولها “كانت رغد بالإسعاف مع مولودها محمد اللي عمره يومين، ومرافقتهم سناء، استهدفهم الاحتلال بقذيفة دبابة، واستشهدت الأم والمرافقة بعد يوم ونصف من النزيف”.

وأضافت “حكالي المسعف اللي كان معهم خلال الاستهداف، إنه كان مُصاب ومش قادر يساعدهم، ولكن كان بيشوف الكلاب وهي تنهش بجثمانهم”.

وعن مصير المولود أوضحت سماح “بعد يوم ونص لما قدروا طواقم الإسعاف انتشال جثمانهم، سمع المسعفون بكاء الطفل، ليتفاجؤوا بأنه ضايل عايش، وأخذوه لأقرب مستشفى، وضلّ لحاله بالحضانة لمدة 3 أيام، لحتى قدرنا نجيبه على غرب القطاع مع أحد الأقارب”.