“لا تبكوا عليّ”.. أم غزيّة تقرأ وصية طفلتها بعد استشهادها (فيديو)
“أتعذب عندما أراكم تبكون”
روت الفلسطينية نور الهدى العرعير، قصة استشهاد طفليها أحمد ورشا، شمال قطاع غزة، وقالت إنها فوجئت بأن ابنتها رشا البالغة 10 سنوات، كانت قد كتبت وصيتها قبل استشهادها بأسابيع.
وقرأت نور الهدى، وهي تغالب دموعها، للجزيرة مباشر وصية ابنتها “أرجو أن لا تبكوا عليّ، لأنني أتعذب عندما أراكم تبكون، وأتمنى توزيع ملابسي على المحتاجين، وإكسسواراتي على صديقاتي رهف وجودي وبتول وسارة، يجب أن تذهب صناديق الخرز إلى أحمد أخي ورهف”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“نهاية حماس تعني زوال إسرائيل”.. عالِم يهودي يدافع عن المقاومة في غزة (فيديو)
عودة 80% من النازحين رغم خروقات إسرائيل.. جنرال أمريكي في لبنان لمراقبة وقف إطلاق النار
“وداع الأصدقاء”.. مدير مستشفى كمال عدوان يبكي زميله الشهيد أحمد الكحلوت (فيديو)
وأضافت الشهيدة رشا في وصيتها “أما مصروفي الشهري الذي يبلغ 50 شيكلًا، فأريد أن يذهب نصفه إلى رهف والنصف الآخر إلى أحمد. وأخيرًا، من فضلكم لا تغضبوا على أخي أحمد، وأرجو الالتزام بالوصية”.
“أحمد ورشا”
وأوضحت نور الهدى، التي تقيم بحي الدرج في شمال القطاع، مدى تعلق كل من طفليها بالآخر طوال حياتهما القصيرة، وقالت “أحمد ورشا كانوا مع بعض بكل المراحل الدراسية، وكانوا كل شيء يتشاركوا فيه سوا”.
وأشارت نور إلى أن ابنتها رشا نجت في مرة سابقة من استهداف طال منزلهم وقد أصيبت حينها بجروح متوسطة، وأضافت “بعد الاستهداف الأول وإصابة رشا بعدة جروح، تفاجأت بها بعد يومين تكتب على الباب ’اللهم راحة والله تعبنا‘، يعني طفلة 10 سنوات، تكتب هيك جملة! فكنت أحكي لها: يا ماما أنتي شو شفتي عشان تحكي هيك؟”.
وقالت نور الهدى في أسى “الحرب كبّرتهم كثير!”.
“قطعة من قلبها”
وأوضحت نور الهدى أن النقطة الفاصلة في حياة طفلتها رشا كانت في استشهاد صديقتها ريماس، حيث بدأت رشا منذ ذلك الحين تشعر بأنها ستستشهد في وقت قريب وتلتحق بها.
وقالت الأم “يوم خبر ريماس لما استشهدت، تأثرت رشا وكأنه حد من عيلتها اللي استشهد، وكانت تكتب عنها في كل مذكرة من مذكراتها، وكانت تصفها بأنها قطعة من قلبها”.
وتابعت تقول “بعد يومين أجتني رشا بتحكي لي يا ماما حلمت بريماس أجت أخذتني عندها!”.
وعن اللحظات الأولى لاستشهاد الطفلين، روت نور الهدى بدموع منهمرة للجزيرة مباشر “لما صار الاستهداف كنا طالعين أنا ووالد الأطفال، وأجينا نجري، وأول إشي شفته كان أحمد متعلق على ماسورة برة البيت، وفكرته رشا، بس أول ما انتشلوه طواقم الإسعاف، صرت أصرخ وأحكي: هذا أحمد، وطلعت معه بالإسعاف”.
واستطردت “لما كنت بالإسعاف مع أحمد هو كان ما بيتحرك، وأول ما وصلنا المستشفى الدكتور حكى لي: ’عظم الله أجرك‘، وكانت صدمة بالنسبة لي لأني كثير متعلقة بأحمد”.
وروت الأم الثكلى كيف حاولت العائلة منعها من رؤية جسد ابنتها رشا بعد استشهادها، وقالت “كانوا يحكوا لي: ’ما تشوفي رشا وخلي صورتها الحلوة ببالك‘، ولكن ظليت مُصرّة إني أودعها، وكانت بدون عين ولا رأس ولا جمجمة، كان رأسها مفتت!”.